حدد العاهل المغربي الملك محمد السادس (في خطاب وجهه اليوم الى الأمة بمناسبة افتتاح الدورة الخريفية للبرلمان المغربي) التحديات الكبرى التي يتعين على المغرب رفعها في المرحلة الراهنة من مسلسل تطوره . وأكد الملك محمد السادس في هذا الاطار أن التغيير الجوهري الذي جاء به الدستور الجديد للمغرب لا بد أن يتجلى في تجديد المؤسسات بمصداقيتها الديمقراطية ونخبها المؤهلة وعملها السياسي الناجع والتنموي الملموس" الكفيل بتوفير أسباب العيش الحر الكريم لكافة أفراد شعب المغرب لا سيما فئاته المعوزة وشبابه الطموح. وشدد عاهل المغرب على ضرورة أن تعكس المؤسسات الجديدة روح ومنطوق الدستور وأن تجسد الطموح في انبثاق هيئات نيابية وتنفيذية ناجعة, مشددا ايضا على ضرورة أن ترتكز هذه الهيئات على برلمان قوي معبر عن الإرادة الشعبية الحرة يمارس صلاحياته التشريعية الحصرية والرقابية الواسعة وينهض بدوره الفاعل في المجال الدبلوماسي خدمة للقضايا العادلة للأمة وفي طليعتها قضية الصحراء. وأضاف أن قوام هذه الهيئات يجب أن يكون "حكومة فاعلة منبثقة عن أغلبية نيابية متضامنة ومنسجمة تنهض ورئيسها بكامل سلطتها التنفيذية وتتحمل مسؤولية وضع برنامجها وتطبيقه وبلورة أسبقياته في سياسات عمومية ناجعة ومتناسقة". وقال إن التحديات الكبرى التي يتعين رفعها من كافة الفاعلين السياسيين وكل القوى الحية بالمغرب تشمل التأهيل الذاتي للأحزاب السياسية المغربية وتوطيد عدالة مستقلة بإقامة المجلس الأعلى للسلطة القضائية والمحكمة الدستورية ومواصلة الإصلاح العميق والشامل للقضاء ; وشدد عاهل المغرب في خطابه أمام النواب والمستشارين على ضرورة ربط تحمل المسؤولية بالمساءلة والمحاسبة بالتصدي لكل أشكال الفساد والرشوة والريع الاقتصادي والسياسي والاحتكار وكذا العمل على ضمان تكافؤ الفرص وحرية المبادرة الخاصة والمنافسة الحرة . وأكد العاهل المغربي أن رفع هذه التحديات في العهد الدستوري الجديد هي مسؤولية الحكومة والبرلمان مضيفا أن "المعارضة البرلمانية مطالبة بالقيام بدورها البناء في المراقبة والمساءلة. وخلص في ختام خطابه للتأكيد على أن المغرب "سيظل في حاجة إلى طاقات جميع أبنائه داخل الوطن وخارجه للمساهمة البناءة في توطيد مغرب الوحدة والديموقراطية والكرامة والتقدم التضامن" . تجدر الاشارة الى أن دورة اكتوبر للبرلمان المغربي تأتي قبل نحو شهر من إجراء الانتخابات الخاصة بتجديد أعضاء مجلس النواب المغربي المقررة يوم 25 نوفمبر المقبل. // انتهى //