تطرقت الصحف الجزائرية الصادرة اليوم لجملة من القضايا الدولية الهامة وأولت اهتماما بما يجري على الساحة العربية التي تشهد حالة غليان سياسي وأمني غير مسبوق جراء حرص المعارضة على إسقاط أنظمة بعض الدول سيام سوريا واليمن بعد سقوط أنظمة مصر وتونس وليبيا. و تناولت صحف هذا اليوم خلفيات الصراع القائم بين فرنسا وإيطاليا والولايات المتحدةالأمريكية وبريطانيا حول إعادة عمار ليبيا بعد أن دمرت طائرات الحلف الأطلسي المطارات والموانئ والعقارات الحكومية وحول الاستثمار في مجال استخراج وتكرير ونقل النفط . وبخصوص الودائع المالية الليبية في الخارج والتي تتجاوز قيمتها 170 مليار دولار حسب الجهات الأممية المختصة فإن الليبيين استنادا لما ورد في صحف اليوم يفضلون تأجيل صرفها واستثمارها إلى حين انتهاء المرحلة الانتقالية التي ستستمر 20 شهرا وانتخاب مؤسسات دستورية كي لا تتكرر مهازل الفساد المالي التي شاهدتها العراق وأفغانستان. وعن جديد الساحة السورية أعربت بعض الصحف عن قلقها بخصوص استمرار تدفق السلاح الروسي نحو سوريا لاستعماله في قمع المحتجين الذين يطالبون منذ حوالي 6 أشهر برحيل النظام الذي وصفوه بالطائفي والمستبد وغير العادل. ولم تغفل التحاليل الصحفية معالجة خلفيات ما يجري في تونس وفي مصر وفي مملكة البحرين وفي العراق الذي لم تنجح حكومته في رفع المستوى المعيشي لملايين العراقيين وتوفير الخدمات الضرورية لهم سيام الكهرباء وماء الشرب في المدن الكبرى وخاصة العاصمة بغداد رغم مرور حوالي 9 سنوات على رحيل نظام صدام حسين ورغم المداخل المالية الكبيرة . وفي الشأن العربي تناولت الصحف مجريات الأحداث في المملكة المغربية وفي موريتانيا وفي الكويت وفي لبنان وفي الصومال حيث ينعقد حاليا بالعاصمة مقديشو لقاء يضم جملة أطراف صومالية منها الحكومة الانتقالية برعاية أممية بهدف الوصول إلى خطة سياسية و اقتصادية و أمنية تخرج البلاد من المرحلة الانتقالية من خلال تنظيم انتخابات حرة ونزيهة وشفافة بعد أن فشلت كافة الوساطة الدولية في معالجة الأزمة الصومالية التي تسببت في مقتل مئات الآلاف جراء استمرار النزاعات المسلحة الأمر الذي أدى إلى استفحال مظاهر الفقر والمرض والمجاعة التي لم يشهدها الصومال منذ حوالي 60 سنة . وفي سياق حديثها عن الوضع الدولي واصلت الصحف اهتمامها بما يدور بمنطقة الساحل الإفريقي التي ستحتضن الجزائر بشأنها ندوة دولية بحضور أممي يومي 7 و 8 سبتمبر الحالي لمعالجة أسباب ودواعي اتساع دائرة العمل المسلح وتهريب الأسلحة والمخدرات ومختلف المواد الغذائية و الاستهلاكية بهذه المنطقة الحيوية و الإستراتيجية التي تفصل شمال إفريقيا عن جنوبها وتربط الشرق الإفريقي بغربه. // انتهى //