يشكل شهر رمضان الحالي حالة استثنائية لجميع اليمنيين بسبب الظروف السياسية التي تمر بها بلادهم, الأمر الذي أثر بشكل كبير على مختلف شؤون حياتهم وخاصة الاقتصادية والاجتماعية منها حيث نالت الأسر الفقيرة وذات الدخل المتوسط والمحدود نصيب الأسد من آثار الأزمة. ومع مطلع الهلال وحتى مضي أيام معدودات من شهر رمضان الكريم كان جل هم اليمنيين هو تأمين احتياجاتهم الأساسية من الغذاء، إذ أن ارتفاع أسعار الكثير من السلع والمواد الغذائية أدى إلى إحجام غالبية السكان عن الإقبال على شراء احتياجاتهم الرمضانية من الغذاء بكميات كبيرة مقارنة بشهر رمضان الماضي على الأقل أما المواد والسلع الغذائية التكميلية مثل الحلويات والمكسرات فلم تعد في متناول الأسر من ذوي الدخل المحدود، بل لم تعد في نطاق تفكيرهم كما تحدثت عن ذلك السيدة / تهاني عبادي / وهي ربة بيت. وتضيف ان ارتفاع أسعار الغذاء، تسبب في تراجع كثير من الأسر اليمنيات عن دعوة الأقارب والأصدقاء للإفطار وإعداد الموائد الرمضانية، وهو ما يسمى في اللهجة الشعبية اليمنية بالعزومة, حتى إن الأطباق التي يتم تقديمها على المائدة لم تعد بالحجم الذي كان عليه في السابق, فقد شهدت تراجعا كبيرا بسبب ارتفاع أسعار الغذاء. وألقت الأزمة السياسية التي يمر بها اليمن منذ أشهر عدة بآثارها السلبية على عادات اليمنيين الاجتماعية في شهر رمضان حيث أن أزمة الوقود وارتفاع أسعاره، إلى جانب ارتفاع أسعار وسائل النقل والمواصلات أدى إلى إحجام كثير من السكان في اليمن عن تبادل الزيارات مع الأهل والأقارب, حسب ما أفادت به إحدى ربات البيوت. وجاءت الانقطاعات المتكررة والطويلة للكهرباء والتي تمتد إلى أكثر من 18 ساعة خلال اليوم لتضيف عبئا آخر على اليمنيين إذ أدى ذلك إلى حرمانهم من مشاهدة التلفاز، إضافة إلى تلف مخزونهم من الغذاء الذي يحتفظون به عادة في الثلاجات. وفي العاصمة صنعاء، لحقت بالسكان معاناة أخرى، وهي شح المياه بسبب توقف مشاريع المياه التي تزود أغلب أحياء العاصمة بالماء، حيث لجأت أعداد كبيرة من السكان إلى جلب المياه من آبار ارتوازية خاصة أو من المساجد وحملها على أكتافهم. ورغم الأزمة التي تلاحق اليمنيين في معاشهم، والتي كدرت عليهم الاستمتاع بأجواء شهر رمضان الروحانية، إلا أن السهرات الليلة تمتد إلى ما بعد السحور، والاستمتاع بالجلسات مع الأصدقاء للخروج من هموم الظروف الراهنة. // انتهى //