تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - افتتح صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة اليوم مؤتمر (العالم الإسلامي .. المشكلات والحلول) الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي وذلك بقاعة المؤتمرات بالرابطة بمكةالمكرمة. وكان في استقبال سموه عند وصوله إلى مقر المؤتمر معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي وعدد من منسوبي الرابطة. وبدأت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بتلاوة آيات من القران الكريم، ثم ألقى والي الولاية الشمالية في السودان الدكتور فتحي خليل محمد كلمة المشاركين نوه فيها بسعي المملكة ودأبها في ترسيخ مبدأ الحوار في علاج مشكلات العالم الإسلامي وتلمس الحلول الشرعية الناجعة لمواجهة التحديات الراهنة وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله -. وأكد أن المؤتمر يهدف إلى النظر في حال الأمة ومشكلاتها انطلاقاً من المسؤولية الدينية والإحساس بالمخاطر العظيمة والتحديات الجسيمة وذلك لدفع المخاطر والتعامل الجاد مع التحديات ، مشيرا إلى أنه يشارك في المؤتمر نخبة من العلماء من رجال الإفتاء والدعوة، والحكماء وقادة الرأي من السياسيين ورجال الاقتصاد ورؤساء الجمعيات والمراكز الإسلامية من شتى أنحاء العالم لتلمس ما يصلح بين الناس إذا تفاسدوا ويقرّب بينهم إذا تباعدوا، وللتباحث في كل شأن يوحد كلمة الأمة ويدفع عنها بلاء الانقسام ويحقن الدم الحرام. ثم ألقى معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي كلمة شكر فيها خادم الحرمين الشريفين الملكِ عبدِ الله بنِ عبدِ العزيز آلِ سعود - حفظه الله - لرعايته المؤتمر ولما تحظى به الرابطة من دعم متواصلٍ منه ومن سمو ولي عهدِهِ الأمين و سمو النائبِ الثاني - أيدهم الله - على خدمة الإسلام والدفاع عنه، والعنايةِ بشؤون المسلمين وتقديمِ العون لهم أينما كانوا، والسعيِ لجمع كلمتهم وتوحيدِ صفوفهم والإصلاحِ بينهم ، مبينا معاليه أن هذا مسلكٌ ثابتٌ في سياسة المملكة بوصفها دولة قامت على كتاب الله وسنةِ رسوله صلى الله عليه وسلم ، وطبقت شريعتَه. وبين أن المؤتمر يهدف إلى تبادل الرأي فيما يجري في هذه الأيام في بعض بلاد المسلمين من أحداث وبيانُ وجهِ الحق فيها ، والإسهام في مواجهة ما تتعرض له من فوضى وفتن ، وقتل وتشريد وخوفٍ وفاقة ، وتدميرٍ للمنشآت والمرافق مما يستدعي من ذوي المسؤولية في الأمة - قادة وعلماء ومثقفين - المسارعةَ إلى بذل ما في وسعهم ، لإصلاح الأحوال قبل استفحالها ، وتفاقمِ مجرياتها ، تفاقماً يدخلها في سياق الهرج والمرج. وأفاد أنه في تطبيق شرع الله مرونةٌ واسعة في التعامل مع متغيرات كلِ عصر ومستجِداته ، بما هو نافعٌ صالح لا يتعارض مع الدين . وقد أثبت تاريخُ المسلمين تحقيقَها حينما كانت مطبقةً للعدل والرخاء ، والأمن ، واستيعابَها لمختلف فئات المجتمع ، وتعاملَها الحسن مع مختلف المجتمعات وأتباع الديانات الأخرى ، مستشهدا على ذلك بالمملكة العربية السعودية ،فعملُها بالشرع الحنيف وخدمتُها للحرمين الشريفين وقاصديهما ، واهتمامُها بأحوال المسلمين منذ تأسست وإلى اليوم ، كان سبباً في الأمن والاستقرار والازدهار الذي تنعم به مع قوة ولاءِ المواطن لوطنه ، ووئامٍ تامٍ بين الحاكم والمحكوم .فالحاكمُ حريص على إقامة الدين والعدلِ بين الناس ، وتحقيقِ ما يُسعد المواطن .والمحكومُ تربطه بالحاكم المودةُ والحب ، ورعايةُ المصالح العليا للدولة والمجتمع. // يتبع //