أكد المشاركون في مؤتمر (العالم الإسلامي.. المشكلات والحلول) الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي على ضرورة قيام العلماء بمسؤولياتهم تجاه بلدانهم وشعوبهم؛ لاسيما في أوقات المحن. ونوه بأهمية المبادئ والقيم الإسلامية للحكم الرشيد، كالشورى, والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, والعدل والمناصحة. وحثوا على التعامل مع المصطلحات والشعارات المتداولة ؛ مثل ( الديمقراطية الحرية حكم الشعب تداول السلطة المساواة - الدولة المدنية المواطنة ) وفق الضوابط الشرعية. وحذر البيان الذي أصدره المشاركون في المؤتمر في ختام أعمالهم من الفتن، والتصدي للمحرضين عليها، والتنديد بإثارتها بين أبناء الوطن الواحد؛ من خلال الشعارات الطائفية, التي تستهدف النيل من الأخوّة الإسلامية. وطالب بتعاون العلماء مع الحكام المسلمين في إصلاح أنظمة الدول الإسلامية، وإيجاد الآليات المناسبة التي تعين على التحول من النظم الوضعية التي تتعارض مع الإسلام إلى النظم الإسلامية التي تضمن الإصلاح والرفاه. وشدد المؤتمر على الاهتمام بمعالجة مشكلة الفقر المنتشر في عدد من بلدان المسلمين، لما له من آثار سلبية على نسيجها الاجتماعي ، والسعي إلى تطبيق النظم الاقتصادية المستمدة من الشريعة الإسلامية. طالب بإعداد ميثاق عمل إسلامي يعالج التحديات الداخلية والخارجية التي تواجهها الأمة ودعا المؤتمر رابطة العالم الإسلامي إلى إعداد ميثاق عمل إسلامي، يعالج التحديات الداخلية والخارجية التي تواجهها الأمة الإسلامية، ويعطي الأولوية لمواجهة التحديات المعاصرة ، عبر الاجتهاد الجماعي المنضبط الذي يراعي مقاصد الشريعة يرتكز على جملة من المبادئ، من أهمها وحدة الأمة الإسلامية، ووحدة مصادر التلقي فيها، كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام. وحول العلاقة بين الحاكم والمحكوم استعرض المؤتمر الأوضاع المستجدة في العالم الإسلامي، والفجوة في العلاقة بين الحكام والشعوب في بعض بلاد المسلمين. وأكد على أهمية التحاكم إلى الإسلام، وتطبيق شريعته، والنأي عن الظلم وتقوية العلاقة بين الشعوب وحكامهم, وفق الضوابط الإسلامية وحرمة الخروج عليه وان الولاية والحكم مسؤولية عظيمة. وأشاد المؤتمر بالمملكة التي تأسست على هدي من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وجعلت منهما نبراساً في أنظمتها، ونوَّه بجهودها في جمع كلمة المسلمين، وتطبيقها الشريعة الإسلامية في مختلف شؤونها؛ مما وفر لها الاستقرار والرفاه والاقتصاد المتقدم، ووثق العلاقة بين قادتها وشعبها. وطالب المؤتمر مؤسسات الإعلام والثقافة في الأمة الإسلامية بالتواصل مع علماء الأمة ومثقفيها ومؤسسات الدعوة، والتعاون في علاج المشكلات، وترشيد اتجاهات الإصلاح. وحث الرابطة على تنظيم ملتقيات ومؤتمرات تعين على التواصل بين العلماء والدعاة ورجال الإعلام والثقافة. ودعا المؤتمر رابطة العالم الإسلامي إلى تنشيط الهيئة الإسلامية العالمية للإعلام ، وتقوية برامجها ، بما يسهم في ترشيد برامج الإعلام في توجيه الشعوب المسلمة، ويعينها على مواجهة المشكلات. ونوهوا بمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله للحوار، وأثرها الإيجابي على التفاهم والتعاون والتعايش السلمي بين الشعوب في أنحاء العالم. ودعوا إلى إسراع الرابطة في تنفيذ ما صدر عن المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار، المنعقد في مكةالمكرمة عام 1429ه بإنشاء الهيئة الإسلامية العالمية للحوار، ووضع الخطط والبرامج التي تحقق أهدافها العالمية. وأوصوا رابطة العالم الإسلامي بمواصلة تنفيذ مناشط الحوار في العالم بالتعاون مع أتباع الأديان والثقافات المختلفة في العالم، استثماراً للنتائج الإيجابية للمؤتمرات التي عقدتها في مكةالمكرمة ومدريد وفيينا وجنيف وتايبيه. ورفع المشاركون في المؤتمر عظيم شكرهم وامتنانهم لمقام خادم الحرمين الشريفين وإلى سمو ولي عهده الأمين وإلى سمو النائب الثاني وسمو أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل - حفظهم الله - على دعمهم المتواصل لرابطة العالم الإسلامي, وجهودهم المشكورة في خدمة الإسلام والمسلمين.