تتسلم الحكومة البولندية اليوم الجمعة الأول من شهر يوليو الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي ولمدة ستة أشهر خلفا للمجر. وجعلت حكومة بولندا نصب عينيها أوليةَ إنعاشَ النمو الاقتصادي في أوروبا وتوسيعَ الاتحاد إلى دول البلقان حيث تأمل وارسو في رؤية بروكسل توقع معاهدة انضمام كرواتيا إلى التكتل الأوروبي قبل نهاية العام. وتحاول الحكومة البولندية الاستفادة من توليها قيادة التكتل الأوروبي الدورية لتعزيز موقفها قبل انتخابات أكتوبر بالتزامن مع جهودها لمكافحة البطالة والتضخم وعجز الموازنة. وبولندا التي لا تنتمي لمنطقة اليورو هي البلد الوحيد في الاتحاد الأوروبي الذي سَلِمَ من الركود الناجم عن الأزمة المالية العالمية، مما شجع وزير خارجيتها رادوسلاف سيكورسكي على التجرؤ على إعطاء الدروس للاتحاد الأوروبي والقول إن بلاده "ستُدلي بآرائها وتحاول المساهمة في إيجاد الحلول". وعبّر الوزير سيكورسكي عند تقديم برنامج حكومته في بروكسل عن أسفه لعدم الاقتداء بنموذج بلاده في مواجهة الأزمة التي تعصف بأوروبا. وقالت الحكومة البولندية التي ستواجه بحدة تداعيات الأزمة المالية في أوروبا إنها ستركز تحركاتها على الأحداث الطارئة والمستجدات الساخنة في أوروبا. وأعلن رئيس وزراء بولندا دونالد توسك ان بلاده أجبرت على مراجعة برنامجها الأوروبي وانها ستقاوم عددا من النزعات الأوروبية وخاصة محاولات بعض الدول عرقلة اتفاقية ( شنغن) الأمنية لمراقبة الحدود من جهة ومراجعة سياسة مساعدة الدول الشرقية من جهة أخرى وهما موضوعان يثيران حاليا نقاشا أوروبيا بسب الأزمة الاقتصادية وتداعياتها المباشرة على حركة تنقل الأشخاص وعلى مستوى المعيشة. وقال المسئول البولندي في رسالة وجهها قبل استلام مهام الرئاسة الأوروبية إن الأمر الذي يجب التركيز عليه هو إعادة الثقة في المشروع الأوروبي باعتباره يحمل قيمة مضافة تعود بالنفع على المواطنين. // انتهى //