اطلع صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآُثار ، وصاحب السمو الأمير سعود بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع الصناعية أمس على موقع الدفي الأثري المكتشف مؤخرا داخل حرم الكلية الصناعية في الجبيل الصناعية. وأكد سمو رئيس هيئة السياحة أن الهيئة تعمل على حصر المواقع الأثرية جميعها والمحافظة عليها ، والاهتمام بها ، مشيرا إلى أن العمل المنظم الذي تنتهجه الهيئة جعلها تكتشف كل فترة وأخرى مواقع أثرية. وأوضح سموه أن الجزيرة العربية التي تقوم عليها المملكة العربية السعودية تتميز بموقع عالمي تتقاطع فيه حضارات الدنيا وطرق التجارة، مشيراً إلى أن المملكة تقوم على كنز حضاري كبير يعد جزء من البعد الحضاري والبعد الاقتصادي والسياسي. وبين سموه أن كل حضارة مرت بهذه المنطقة من العالم مرت عبر الجزيرة العربية بحكم موقعها الجغرافية المهمة ، مفيداً أن هناك تعاون مع الجهات التي يكون اكتشاف أثار في المواقع التي تملكها ، مشيرا إلى أن هناك نظام الآثار الذي يطبق على المواقع جميعها التي يكتشف فيها المواقع الأثرية، مع العمل بشكل متزامن مع الشركاء. وأشاد سموه على الاتفاقية التي وقعت مع الهيئة الملكية للجبيل الصناعية ، واصفا تلك المواقع الأثرية بالهامة التي كانت قبل الإسلام. وتتطرق سمو إلى موقع الراكة الأثري ، مشيدا بالاتفاقية التي وقعت بين الهيئة وشركة أرامكو ، قائلاً : إن شركة أرامكو تعاملت مع هذا الموضوع بشكل واعي، إذ قامت بتمويل وتطوير الموقع ليكون متحفاً مفتوحاً ، موضحاً أن ذلك يعد قمة الشراكة أن يستفيد الوطن المواطن. من جهته أوضح سمو الأمير سعود بن ثنيان أن المملكة غنية بثرواتها وتميزها بتاريخ عظيم ، منوها بثمرة التكامل والتعاون بين الجهات الحكومية في الاستفادة من الإمكانيات التاريخية التي تتمتع بها المملكة. يذكر أن هيئة السياحة والآثار أجرت بدعم من الهيئة الملكية للجبيل وينبع أعمال المسح والتنقيبات الأثرية وتوثيق كلاً من موقعي الدفي ومردومة بالجبيل شرق المملكة ، حيث بدأ فريق كبير من هيئة السياحة مكوناً من 40 مختصاً وخبيراً بالعمل في الموقعين ، بالإضافة إلى ما يقارب 120 عاملاً. ويأتي هذان المشروعان في إطار برنامج للشراكة والتعاون بين الهيئة الملكية للجبيل وينبع والهيئة العامة للسياحة والآثار، حيث أن هذه المواقع تقع داخل النطاق الجغرافي لأراضي الهيئة الملكية. ورغب الطرفان في الكشف عن آثار هذه المواقع ومعرفة حدودهما الفعلية ، وإدخال ما يكتشف عنه في مشاريع الهيئة الملكية لتعمير الأراضي المحيطة بهذه المواقع وتأهيل المواقع الأثرية كمتاحف مفتوحة تحافظ على الآثار المكتشفة تجعلها تتكامل مع ما حولها ، كما أنه تتعاون مع الهيئتين في هذا المشروع مؤسسة التراث الخيرية. ويمثل موقع الدفي فترة مملكة الجرهاء التي سادت في شرق الجزيرة العربية قبل الإسلام ، ويمكن إعطاء فترة القرن الثالث قبل الميلاد كتاريخ أولي وستتضح الصورة بشكل أفضل بعد استكمال نتائج دراسة الطبقات والمعثورات وظهور نتائج التحليل بالكربون 14. // انتهى //