رصدت كالة الأنباء السعودية " واس " قبل عقود مسيرة مواكب الحجيج حينما كانت مضنية ، يتنقلون عبر الصحاري والقفار ويسلكون الأودية والشعاب ، راجلين أو راكبي الخيول والجمال ، ثم بالأمس القريب رصدت عدسة " واس " استخدام السيارات في الوصول إلى المسجد الحرام والمشاعر المقدسة مع وعورة الطرق . أما اليوم فتتوالى الصور من عدسة " واس " راصدة التحول السريع في وسائل النقل في عصر القطارات " المترو " تجوب الأودية وسفوح الجبال بسرعة 120 كلم في الساعة في المشاعر المقدسة بين عرفة ومزدلفة ومنى في نقلة نوعية لخدمة ضيوف الرحمن في حج هذا العام 1431ه . وما أقرب الأمس باليوم ، بعد الهوادج المشدودة على ظهور الدواب حين كانت تقل الأجداد في ترحالهم إلى المسجد الحرام والمشاعر المقدسة ، ملبين نداء الرحمن لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام .. إلى وسيلة حديثة للنقل مكيفة بقيادة آلية كهربائية على جسور تمتد عبر المشاعر المقدسة في مقطورات سعتها ( 3000 ) حاج وسط راحة وطمأنينة للحجيج في تنقلهم في دقائق بين المشاعر ، ويضيف رؤية وتجربة أكثر عمقا لمستقبل النقل في المملكة . يحل القطار بثلاثة محطات في منى فثلاث في مزدلفة فثلاث في عرفات ، وقد انطلقت رحلاته ذهابا وأيابا في دقائق يسلك طريقه مسرعا على جسور انتصبت اعمدتها في المشاعر ، متيحا الحركة للحجيج من تحته وسيارات النقل ، مما يقلل من أزدحامها ومختصرا الزمن الذي ينبغي للحاج أن يكون موجوداً فيه، أو مغادراً منه ، بالإضافة إلى تزايد الطاقة الاستيعابية لأعداد الحجاج ، ولقدرة الطرق الدائرية لتقبل التزايد الدائم في أعداد المركبات. هنا برز مشروع القطار بصفته صاحب دور رئيس في توفير حلول ناجحة للقضاء على ظاهرة الاختناقات المرورية في المشاعر ، وتقليص عدد الحافلات المستخدمة وسرعة التنقل مع الحفاظ على البيئة . ومن المؤمل أن تشهد المرحلة المقبلة تطورا نوعيا مهما في تاريخ النقل في المملكة ، خصوصا مع ربط مدن وقرى المملكة بشبكة سكة الحديد في المستقبل إن شاء الله تعالى . // يتبع //