واصلت الأوضاع العربية المتأزمة على الأصعدة الفلسطينية والسودانية والعراقية سيطرتها على إهتمامات الصحف المصرية الصادرة اليوم والتي أعربت عن قلقها من دخول مسار الأزمات الخاصة بتلك المناطق منعطفات حادة وخطيرة. في الشأن الفلسطيني لفتت الصحف إلى مباحثات رئيس الإستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان في إسرئيل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس شمعون بيريز ووزير الدفاع إيهود باراك مؤكدة ان تلك المباحثات تمثل محاولة لاختراق الموقف الإسرائيلي المتعنت بخصوص الإستيطان وتحريك عملية السلام بالمنطقة وإيجاد مخرج مناسب لاستئناف المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين. واهتمت الصحف بتصريحات المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة التي أعرب فيها عن أمله في أن تواصل الإدارة الأمريكية جهودها لتحقيق السلام في المنطقة باعتبار أن السلام مصلحة قومية أمريكية وليس مصلحة فلسطينية أو شرق أوسطية فحسب. وعلى الصعيد العراقي إستنكرت الصحف المجازر المتتالية التي تسببها الأعمال الإرهابية والتي كان آخرها الهجوم على كنيسة سيدة النجاة في بغداد يوم الأحد الماضي وسلسلة التفجيرات المتزامنة التي ضربت المناطق الشيعية في بغداد. وقالت الصحف أن الشعب العراقي لا يكاد يخرج من كارثة حتى يدخل في أخرى دون أن يشعر السياسيون العراقيون بوخز الضمير ويسارعوا بتسوية خلافاتهم ويتفقوا على رئيس للحكومة يدير شئون البلاد ويتعامل مع هذا الموقف الخطير. وتسائلت عما إذا كان الإرهابيون يجدون في الفراغ السياسي الراهن بالعراق وعدم الاتفاق على تشكيل الحكومة رغم مرور ما يزيد على 6 أشهر على الإنتخابات فرصة ذهبية لإعادة البلاد إلى دوامة العنف الذي بلغ ذروته عام 2007م. ومضت تتسائل عن كيفية قيام السياسيين العراقيون بتبرير هذه الكوارث والمجازر التي يتعرض لها المواطن العراقي .. معتبرة أن تصاعد الهجمات وتوسعها يشير إلى أن المسئولين عنها أيا كانت انتماءاتهم ومسمياتهم بدأوا يستعيدون قوة الدفع الأمر الذي يعني أن العراق مقبل على أعتاب مرحلة خطيرة ما لم يتم التعامل بحسم وتوجيه كل الجهود للقضاء على مرتكبي هذه الجرائم. وأكدت أن ذلك لن يحدث ما لم يتم الخروج من حالة الفراغ السياسي الذي يسود البلاد ويهدد حياة المواطن البسيط .. مطالبة بأن يتخلى السياسيون العراقيون عن الأنانية والشخصانية وأن يتفقوا على كلمة سواء لإنقاذ البلاد وإعادة الإستقرار إليها. وفيما يتعلق بالأزمة السودانية أكدت الصحف أن التحركات المصرية في ذلك الشأن تنطلق في إطار الحرص على وحدة السودان وسيادته على كامل ترابه الوطني إيمانا بأن هذه الوحدة تمثل سياجا يحمي السودان من الأطماع الخارجية في ثرواته وموقعه الفريد والتدخلات الأجنية الرامية إلى تقطيع أوصاله مستغلة تناقضات واختلافات لا تنفرد بها أقاليم السودان وحده. وقالت أنه يمكن بالحوار والتفاهم إزالة هذه التناقضات والإختلافات وإذابتها إذا خلصت النوايا وتحرر المحاورون من سيطرة القوى الأجنبية التي تضع لبعضهم خططا لتوسيع رقعة الخلاف وتعبيد طريق الإنفصال. وخلصت إلى التأكيد على أن التدخل الأجنبي بالتحريض والسلاح والتغطية الدعائية عامل رئيسي في تعرض السودان حاليا لأخطار الإنفصال التي تهدد الجنوب قبل الشمال مهما كانت المغريات التي تقدمها القوى الأجنبية الطامعة في السيطرة على دولة جنوبية ضعيفة معزولة عن مجالها الحيوي في السودان المتحد لا السودان الممزق الذي يسير إليه بعض السودانيين للأسف رافعين رايات الإستقلال بينما القوي الأجنبية وفي مقدمتها إسرائيل تستعد للانقضاض. // انتهى //