بدأت اليوم بمدينة مراكش المغربية أعمال المنتدى الإقتصادي العالمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذي ينعقد على مدى ثلاثة أيام تحت شعار "الأهداف والقدرات والازدهار" بمشاركة العديد من رجال السياسة وأصحاب القرار و مسيري المقاولات و رجال الاعمال و ممثلي المجتمع الاهلي. يهدف المنتدى الى التفكير في وضع استراتيجية للنموو التنمية اكثر ملائمة لمنطقة الشرق الأوسط و شمال افريقيا في سياق الازمة الاقتصادية العالمية و تقلب أسعار النفط و نقص المياه و تنامي الهجرة,. وفي افتتاح المنتدى وجه عاهل المغرب الملك محمد السادس رسالة إلى المشاركين أكد فيها أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لها من الطاقات ما يؤهلها للعب دور أساسي في رسم استراتيجيات الخروج من الأزمة والمساهمة الفعالة في النقاش حول بلورة نموذج عالمي تنموي جديد يضع كرامة الإنسان في صلب اهتماماته. وأشار إلى أن هذا الفضاء الجهوي يعد من المناطق التي استطاعت التقدم بوتيرة متسارعة على طريق تجاوز تداعيات الأزمة المالية والاقتصادية العالمية, حيث من المنتظر أن تسجل مستوى مشجعا من النمو, في نهاية هذه السنة, مع آفاق لا تقل تفاؤلا بالنسبة للسنة المقبلة. وذكر عاهل المغرب في رسالته التي تلاها وزير الاقتصاد والمالية المغربي صلاح الدين مزوار أن المنطقة تزخر بثروات طبيعية هائلة باعتبارها مصدرا رئيسيا للطاقة المعدنية منها والمتجددة كما أنها تتوفر على مؤهلات بشرية مهمة حيث تمثل خمسة في المائة من الساكنة العالمية وتتميز بتركيبة ديموغرافية شابة علاوة على موقعها الجيو-سياسي الاستثنائي, الذي يؤهلها للقيام بدور أساسي في تحريك عجلة التبادل والتعاون. وأبرزت رسالة العاهل المغربي أن المنطقة تواجه تحديين رئيسيين يتمثل الأول في دعم النمو وتسريع وتيرته لتحقيق تنافسية أقوى وجاذبية أكبر لتوفير فرص العمل, وتقليص الهوة بين الفقر والغنى, ووضع المواطن في صلب عملية التنمية, مع الحرص على تحصين التوازنات المالية والاقتصادية الأساسية. وأضاف أن التحدي الثاني يتعلق بقدرة المنطقة على التموقع داخل الخريطة الاقتصادية العالمية الآنية والمستقبلية عبر التحول إلى قطب إقليمي وازن يتفاعل مع المحيط الدولي بنهج واحد واستراتيجية مشتركة قوامها الاندماج الإقليمي الذي يتيح نسج شراكات التعاون المثمر, مع مختلف شركاء المنطقة عبر العالم. وقال عاهل المغرب ان العالم يعيش اليوم لحظة انتقال كبرى من نظام عالمي بلغ منتهاه وأثبت محدوديته في مسايرة تطلعات البشرية إلى نموذج جديد يجب العمل على بنائه بروح التحدي والوحدة والمسؤولية، مبرزا أن بناء عالم ما بعد الأزمة يبقى وثيق الصلة باعتماد مقاربة عمادها علاقات متوازنة تقوم على المصالح المشتركة وتؤسس لعولمة أكثر قدرة على استيعاب التنوع وتعدد النماذج في احترام للخصوصيات. وأعرب عن الأمل أن يتمكن المنتدى من وضع خارطة طريق واضحة المعالم والأهداف من أجل التعافي من تداعيات الأزمة العالمية وإرساء قواعد نظام اقتصادي عالمي جديد أحسن حكامة في منظومته وأقوى مناعة في وجه الأزمات وأكثر إنصافا وتضامنا وإنسانية في توزيع ثمار النمو. وتتمحور أعمال هذا المنتدى حول ثلاثة مجالات رئيسية تتمثل في "الردود الإقليمية على المخاطر العالمية", و"تشجيع التنمية المستدامة", و"شمال إفريقيا : مجالات جديدة للشراكة التجارية". يشار الى ان أعمال هذا المنتدى ستولي الاهتمام للصناديق السيادية وتوجيهها نحو المشاركة الإقليمية في مجالات حيوية مثل الطاقات المتجددة, والنظم الصحية والاجتماعية وتطوير البنى التحتية والتقدم التكنولوجي. //انتهى//