انطلقت في بيروت اليوم أعمال المؤتمر التأسيسي /لتيار المستقبل/ الذي يستمر يومين وذلك برعاية وحضور دولة رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري وعدد كبير من القادة اللبنانيين وشخصيات عربية ودولية. و ألقى رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري كلمة أعلن فيها عن افتتاح المؤتمر التأسيسي لتيار المستقبل واصفا اياه بأنه تيارا سياسيا يسير على خطى رئيس الحكومة اللبنانية الراحل رفيق الحريري. وأهدى الرئيس الحريري الإعلان عن تأسيس تيار المستقبل إلى المواطنين اللبنانيين وأشقائهم العرب متطلعا لأن يكون تيار المستقبل النظام الديمقراطي اللبناني الفريد في ظل نظام العيش المشترك بين اللبنانيين الذي هو مصدر قوة وتنوع للنظام الديمقراطي. وأكد أنّ ملف المحكمة الدولية ليس طارئا وأنّ قضية اغتيال الرئيس الحريري باتت قضية وطنية وعربية ودولية وأنّ الالتزام بتحقيق العدالة غير قابل للمساومة وجزء لا يتجزأ من الإجماع اللبناني ومن البيانات الوزارية ومن قرارات القمم العربية التي أكدت ضرورة تحقيق العدالة معتبرا أنّ هناك من يتصور أو يتخوف أو يهول أو يتمنى أن تكون قضية اغتيال الحريري سببا لاندلاع الحرب اللبنانية مشددا على أنّه لا مكان في قاموس تيار المستقبل لهذه المخاوف ولا يبني مواقفه على معلومات أو تسريبات فالقضية مبدأية ولا ترتبط بمسار التحقيق بل التزام شرعي وقومي نتعاطى معها بروح المسؤولية لمنع الفتنة من النفاذ لوحدتنا الوطنية الداخلية. وفيما أكد أنّ سيرة الرئيس الرحال رفيق الحريري الوطنية ليست فيها ولا نقطة دم واحدة سقطت في ساحات الصراع على لبنان شدد على أنّ روحه لن تكون سببا لتجديد الفتنة على أرض لبنان فكفى تأويلا وتهويلا واستنفارا في عواطف الناس معلنا عن أنّ تيار المستقبل لن يحمل هوية مذهبية أو طائفية أو مناطقية فهو ليس حزبا للسنة في لبنان فالمدى الذي يمثله السنة في لبنان وفي المنطقة لن يختصر في حزب أو تيار. وأوضح الرئيس الحريري أنّ لبنان ليس جزيرة معزولة عن هموم المنطقة وقضاياها بل ومنذ عقود لم يتوقف عن التفاعل مع هذه القضايا ودفع بمراحل عديدة ثمنا من تقدمه وازدهاره لوجوده في قلب العاصفة الإقليمية ومرت علينا في أقل من 4 عقود 6 حروب إسرائيلية من أعنف الحروب التي سجلت بالصراع العربي الإسرائيلي واستطاع لبنان أن يتجاوز العاصفة ليقول للعالم إنه دولة قابلة للحياة والتقدم وإسرائيل لن تتمكن من لبنان طالما عرف اللبنانيون كيف يحافظون على وحدتهم الوطنية ومتماسكة وليست مجرد ملعب لمونديال الطوائف فمسؤولية الدولة أن تكون بمستوى التحدي للعدوان الإسرائيلي وانتهاكه لأرضنا ومياهنا وجونا. // يتبع //