أكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية أن المملكة العربية السعودية استطاعت بفضل من لله ثم بحكمة وعقلانية السياسة الخارجية أن تتبوأ المكانة والاحترام الدوليين اللائقين بها ، وجاءت سياسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله تضفي على هذه المكانة رصيداً مرموقاً من المصداقية والموثوقية. جاء ذلك في كلمة لسمو وزير الخارجية بمناسبة الذكرى الخامسة لمبايعة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود فيما يلي نصها: يتزامن تولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز سدة الحكم مع العديد من الأحداث والتطورات الإقليمية الساخنة والمتغيرات الدولية المتسارعة ، لم تقتصر آثارها على تهديد أمن واستقرار المنطقة والعالم فحسب ، بل امتدت لتصل إلى حدود الوطن وتهدد سيادته. والاعتداء المسلح الأخير على حدود المملكة الجنوبية خير شاهد. تجاوزت هذه المتغيرات القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية التقليدية ، لتطال ثقافة المجتمعات كنتاج طبيعي لعام ضاقت فيه المسافات ، وطغت فيه جغرافية القضاء على جغرافية المكان وخصوصيته. هذه التحديات جميعها كانت ماثلة أمام أعين خادم الحرمين الشريفين ، حاضرة في ذهنه بكل تفصيلاتها وأبعادها ، وشكل التعامل معها محور سياسته الداخلية والخارجية على حد سواء ، في سياسة متناغمة يؤازر بعضها بعضا ، اتسمت بالحكمة والتؤدة والشفافية المتناهية ، مستنيرا في ذلك بكتاب الله وهدي نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم ، التي كانت نبراسا للدولة السعودية منذ نشأتها ، وسار عليها ملوك المملكة البررة تغمدهم الله برحمته. ومكنت المملكة من تحقيق أمنها واستقرارها ، والمضي قدما في مسيرة التطوير والتحديث دون المساس بأسس العقيدة أو هويتها العربية الأصلية. قد شكل الحوار عنصراً رئيساً لهذه السياسة ، حواراً وطنياً شاملاً بين كافة أبناء الوطن ومكوناته لتبادل الرأي والمشورة في جميع قضاياه الرئيسية التي تخدم المجتمع. حوار آخر بين علماء المسلمين لتوحيد كلمتهم ودرء الفتنة ، ورص صفوفهم لمواجهة التحديات التي يتعرض لها العالم الإسلامي. حوار عالمي ثالث بين أتباع الديانات والمعتقدات الإنسانية يقوم على المشترك الإنساني الداعي إلى المحبة والوئام ، وقيم الخير بين كافة الديانات ، الذي من شأنه إرساء السلام بين البشرية جمعاء ؛ في مواجهة الغلو والتطرف والعنف الساعي إلى تكريس لغة الكراهية وتأجيج الصراعات والنزاعات. // يتبع //