أصدرت غرفة الشرقية ممثلة بمركز البحوث والدراسات ورقة عمل بعنوان ( اقتصاديات الطاقة الشمسية في المملكة) سلطت الضوء على أهم المبادرات التي أطلقتها المملكة للاستفادة من الطاقة الشمسية ومنها المبادرة الوطنية لإنتاج المياه والكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية التي أطلقتها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتكنولوجيا ومشروع الإنتاج الكهربائي بالطاقة الشمسية الخاص بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا ومشاريع القرى الشمسية وغيرها. وتتناول ورقة العمل بشيء من التحليل ما يتعلق بمفهوم واستخدامات الطاقة الشمسية، والمؤشرات الاقتصادية الأساسية للطاقة الشمسية عالمياًُ ، وواقع الطاقة الشمسية في الدول العربية، وأهميتها بالنسبة للمملكة ، ومقومات انتشارها ، وأهم المبادرات الحالية لتنمية الطاقة الشمسية في المملكة ، ومعوقات نموها ، وأهم المقترحات التي يمكن أخذها في الاعتبار لتعظيم الاستفادة من الطاقة الشمسية وتحقيق نموها. وتبرز الورقة أهمية الاستفادة من إمكانيات الطاقة الشمسية في المملكة مشيره إلى أن لاستعمال بدائل الطاقة مردودين مهمين أولهما جعل فترة استعمال الطاقة النفطية طويلة وثانيهما تطوير مصدر آخر للطاقة بجانب مصدر النفط الحالي. وبينت الورقة عدة عوامل تؤكد أهمية الاستفادة من الطاقة الشمسية في المملكة منها تزايد استهلاك الكهرباء بمعدل نمو سنوي 5 بالمائة وأهمية العمل على تقليل الانبعاثاث الكربونية وزيادة القدرة التصديرية للبترول فبدلاً من استهلاك البترول في المصانع يمكن بيعه بالسعر العالمي وتوفير التكلفة المادية الضخمة التي تتكبدها موازنة المملكة بسبب الطاقة الكهربائية التي يتم إنتاجها عن طريق البترول كما شرحت إمكانية تحول المملكة عن طريق تكنولوجيات الطاقة الشمسية إلى مصدر للطاقة الشمسية حيث أنه من المتوقع في حال تزايد الاهتمام بهذا المشروع أن يتزايد الإنتاج ويمكن تصدير الفائض كذلك. وتشير ورقة العمل إلى توفر العديد من المقومات المشجعة لإنتاج الطاقة الشمسية في المملكة منها وفرة الأراضي الصحراوية المشمسة أغلب أيام السنة وامتداد أراضي المملكة من الشرق إلى الغرب وليس من الشمال إلى الجنوب مما يعرضها إلى الشمس لفترة زمنية أطول وبالتالي تستطيع إنتاج الطاقة أكثر ، وعدم وجود غابات أو محميات أو أمطار موسمية أو جبال أو أية إعاقات تعيق الاستغلال الأمثل للطاقة الشمسية ، وتقدر الطاقة الشمسية التي تمتلكها المملكة بحجم أكبر من الطاقة الناتجة من النفط المتوفرة حالياً. كما أن هناك التزامات للعديد من دول العالم ومن ضمنها المملكة لتخفيض المؤثرات السلبية لإنتاج الطاقة وبالتالي فان التوسع في إنشاء مزارع لإنتاج الطاقة الشمسية في المملكة سيعمل على تخفيض الانبعاثات الملوثة التي تسبب الاحتباس الحراري وتغير المناخ. وفيما يتعلق بالمعوقات التي تواجه نمو الطاقة الشمسية في المملكة أفادت الورقة أن من أهم المعوقات توفر البترول وانخفاض تكلفته مقارنة بتوليد الطاقة الشمسية وتأثير الأتربة والتي يمكن أن تؤدي إلى تخفيض الطاقة الشمسية بمعدل يتراوح بين 10-20 بالمائة وعدم وجود دعم كاف لبرامج الطاقة الشمسية مثل الدعم المقدم لقطاع البترول والكهرباء. وقدمت ورقة العمل عدة مقترحات للعمل على الاستفادة من الطاقة الشمسية في المملكة منها الدعم المادي والمعنوي وتنشيط حركة البحث في مجالات الطاقة الشمسية، والقيام بإنشاء بنك لمعلومات الإشعاع الشمسي ، وتنشيط طرق التبادل العلمي والمشورة العلمية بين البلدان العربية ، وتشجيع التعاون مع الدول المتقدمة في هذا المجال والاستفادة من خبراتها والعمل على نقل التكنولوجيا الخاصة بالطاقة المتجددة ، وبناء المصانع لإنتاج المواد والمعدات والأجهزة اللازمة لإنتاج هذه الطاقة على نحو بناء مصانع السيليكون لإنتاج المرايا الشمسية العاكسة والخلايا الكهروضوئية ، وسن قوانين وتشريعات لمكافأة كل من ينتج طاقة نظيفة مثل الطاقة الشمسية بحيث يتم تخفيض الضرائب على الجهات المنتجة وإعطاؤها مميزات وحوافز عن غيرها من الشركات. // انتهى //