من الواضح ان القائمين على قطاع الطاقة بالمملكة لا يعتمدون فقط على المصادر الاحفورية في الاستخدامات الصناعية المعتمدة على الطاقة، بل تراهم يتطلعون وبشكل دائم الى البحث عن الطاقة البديلة الدائمة، رغم ان المملكة تعتبر اكبر مصدر للنفط عالميا، وهذا ما يؤكده لنا الدور الكبير الذي قدمته وزارة المياه والكهرباء عند تنظيمها لمنتدى ومعرض كفاءة الكهرباء وترشيد استخدامها الذي عقد قبل شهرين والذي جاء ليركز على الطاقة الشمسية ، ويستعرض ويناقش التجارب العالمية والمحلية في مجال استغلال هذه الطاقة الحيوية المهمة والاستفادة منها، وذلك بمعرفة ماهية الوضع الراهن لاستخدامات تلك الطاقة والسبل المتاحة والخطط المستقبلية للاستثمار فيها، ومناقشة مخرجاتها الاقتصادية ومدى جدوى الاستثمار فيها مما يسهم في تنمية الاقتصاد الوطني السعودي واستدامته. ولعل ما يطرح الآن في الأوساط ذات العلاقة بالطاقة وما تدفع به وكالة الطاقة العالمية بان المملكة تستنزف امكاناتها النفطية في سبيل انتاج الكهرباء، فاننا نعود ونؤكد بأن اعتماد المملكة على انتاج الكهرباء لا يقتصر فقط على استخدام النفط لهذه الصناعة فحسب، بل نشطت المملكة في الآونة الأخيرة في مجالات الاكتشافات والتطوير لحقول الغاز كان آخرها الاعلان عن حقل غاز كران بالمنطقة الشرقية في الوقت الذي تعمل فيه على تطوير حقل الحصبة وحقل العربية كما اكملت تطوير حقل مدين شمال غرب المملكة. وبما أن إنتاج الطاقة الكهربائية بات يكلف المزيد من النفط والغاز الطبيعي اللذين يعدان مصدرين مهمين للاقتصاد، برزت الحاجة إلى ضرورة إيجاد بديل لإنتاج الطاقة الكهربائية بما يعزز من الحضور الاقتصادي ويخفض الاعتماد على الموارد الطبيعية، التي قد تتسبب في حال استنزافها في استخدام الطاقة الكهربائية في النضوب في مدة تتراوح ما بين 50 و100 عام. يتوقع ان تولد «الطاقة الشمسية» أكثر من 5 ميغاواط من الطاقة في المملكة بحلول عام 2020، ويشكل السعي إلى استخدام الطاقة الشمسية جزءا مهما من الجهود السعودية المستمرة لاستهداف الطاقة المتجددة. ويرجح الخبراء أهمية استخدام مصدر «الشمس» لإنتاج الطاقة، وبحسب تقرير صادر من وزارة المياه والكهرباء السعودية، فإن منطقة الخليج تقع في قلب ما يسمى الحزام الشمسي، حيث إن مستوى سطوع الشمس يتراوح بين 1400 و1800 ساعة في السنة، مما يعد من مستويات السطوع الشمسية العالية حسب المقاييس العالمية. وإنه بقدر ما يمكن أن تسببه الشمس من خلال أشعتها ذات السطوع العالي من ارتفاع في درجة الحرارة خلال الصيف، بشكل يسبب القلق والضيق، ويرغم على استخدام وسائل التكييف التي تستنزف قدرا هائلا من الطاقة الكهربائية التي يتم توليدها بحرق المزيد من النفط والغاز، إلا أن هذه الأشعة والسطوع تحمل أيضا نعمة عظيمة تتمثل في الطاقة الشمسية التي لو استغلت وابتكرت التقنيات المناسبة لاستثمارها لكسب منها ما يمكن أن يقلل بقدر كبير من هدر ذلك المخزون من الطاقات الأحفورية (النفط والغاز) الذي تجمع على مدى ملايين السنين. ويتوقع التقرير أن تولد «الطاقة الشمسية» أكثر من 5 ميغاواط من الطاقة في السعودية بحلول عام 2020، ويشكل السعي إلى استخدام الطاقة الشمسية جزءا مهما من جهود المملكة المستمرة لاستهداف الطاقة المتجددة ضمن خطتها لإنفاق 100 مليار دولار بهدف تلبية الزيادة المتوقعة في الطلب على الكهرباء وتخفيض الاعتماد على النفط الخام. ومن المتوقع أن يبلغ الطلب على الطاقة ذروته عند 120 ميغاواط في العام المقبل 2012 معززا بعدة عوامل رئيسية مثل وجود قاعدة صناعية متنامية ومتنوعة للغاية والتي تساهم ب61.9 بالمائة من حجم الناتج المحلي الإجمالي للمملكة والنمو السكاني المطرد الذي يتوقع أن يتضاعف بحلول عام 2032. وتقود مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية حاليا مبادرات الطاقة الشمسية وذلك بهدف افتتاح أكبر محطة لتحلية المياه في العالم تعمل بالطاقة الشمسية بحلول عام 2012 في مدينة الخفجي، التي ستورد عند اكتمالها، 30 ألف متر مكعب من المياه النظيفة يوميا، مستخدمة تكنولوجيا الأغشية المطورة حديثا وتكنولوجيا الفولتية الضوئية فائقة التركيز.