أكدت دراسة اقتصادية أن الطاقة الشمسية التي تمتلكها المملكة تفوق الطاقة الناتجة من النفط المتوافرة حالياً. وأشارت الدراسة التي أعدتها غرفة المنطقة الشرقية بعنوان «اقتصاديات الطاقة الشمسية في المملكة» إلى عوامل عدة تؤكد أهمية الاستفادة من الطاقة الشمسية في المملكة، منها تزايد استهلاك الكهرباء بمعدل نمو سنوي 5 في المئة، وأهمية العمل على تقليل الانبعاثاث الكربونية، وزيادة القدرة التصديرية للنفط، فبدلاً من استهلاك النفط في المصانع يمكن بيعه بالسعر العالمي وتوفير الكلفة المادية الضخمة التي تتكبدها موازنة المملكة بسبب الطاقة الكهربائية التي يتم إنتاجها عن طريق النفط، كما شرحت إمكان تحوّل المملكة عن طريق تكنولوجيات الطاقة الشمسية إلى مصدر للطاقة الشمسية، إذ إنه من المتوقع في حال تزايد الاهتمام بهذا المشروع أن يتزايد الإنتاج ويمكن تصدير الفائض. ولفتت إلى توافر الكثير من المقومات المشجعة على إنتاج الطاقة الشمسية في المملكة، منها وفرة الأراضي الصحراوية المشمسة معظم أيام السنة، وامتداد أراضي المملكة من الشرق إلى الغرب وليس من الشمال إلى الجنوب ما يعرضها إلى الشمس لفترة زمنية أطول، وبالتالي تستطيع إنتاج الطاقة أكثر، وعدم وجود غابات أو محميات أو أمطار موسمية أو جبال أو أية معوقات تعوق الاستغلال الأمثل للطاقة الشمسية. وتقدر الطاقة الشمسية التي تمتلكها المملكة بحجم أكبر من الطاقة الناتجة من النفط المتوافرة حالياً، كما أن هناك التزامات لعدد من دول العالم ومن ضمنها المملكة بخفض المؤثرات السلبية لإنتاج الطاقة، وبالتالي فإن التوسّع في إنشاء مزارع لإنتاج الطاقة الشمسية في المملكة سيعمل على خفض الانبعاثات الملوثة التي تسبب الاحتباس الحراري وتغيّر المناخ. وفي ما يتعلق بالمعوقات التي تواجه نمو الطاقة الشمسية في المملكة أفادت الورقة بأن من أهم المعوقات توافر النفط وانخفاض كلفته مقارنة بتوليد الطاقة الشمسية، وتأثير الأتربة التي يمكن أن تؤدي إلى خفض الطاقة الشمسية بمعدل يتراوح بين 10 و20 في المئة، وعدم وجود دعم كافٍ لبرامج الطاقة الشمسية مثل الدعم المقدم لقطاعي النفط والكهرباء. وقدمت الدراسة مقترحات عدة للعمل على الاستفادة من الطاقة الشمسية في المملكة، منها الدعم المادي والمعنوي، وتنشيط حركة البحث في مجالات الطاقة الشمسية، وإنشاء بنك لمعلومات الإشعاع الشمسي، وتنشيط طرق التبادل العلمي والمشورة العلمية بين البلدان العربية، وتشجيع التعاون مع الدول المتقدمة في هذا المجال والاستفادة من خبراتها، والعمل على نقل التكنولوجيا الخاصة بالطاقة المتجددة، وبناء المصانع لإنتاج المواد والمعدات والأجهزة اللازمة لإنتاج هذه الطاقة على نحو بناء مصانع السيليكون لإنتاج المرايا الشمسية العاكسة والخلايا الكهروضوئية، وسن قوانين وتشريعات لمكافأة كل من ينتج طاقة نظيفة مثل الطاقة الشمسية، بحيث يتم خفض الضرائب على الجهات المنتجة وإعطاؤها مميزات وحوافز عن غيرها من الشركات.