اختتم ملتقى المبتعثين الخامس الذي تنظمه وزارة التعليم العالي في إطار برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي محطته الثانية في جدة مساء اليوم الأربعاء التي استمرت أربعة أيام، بعدة محاضرات بدأها الداعية الدكتور محمد بن عبدالرحمن العريفي موجها نصيحته للطلاب والطالبات المبتعثين للخارج بضرورة الاهتمام بالهدف الذي ابتعثوا من أجله وعدم الدخول في مناقشات دون معرفة، خاصة إن كانت تتعلق بالأمور الشرعية. وأشار الشيخ العريفي إلى أنه يعكف حالياً على وضع كتاب خاص بالمبتعثين جمع فيه قرابة 700 فتوى من عدد من المشائخ تفيد المبتعثين في الخارج وهو يعمل حالياً على بحث أمر طباعتها وتوزيعها على المبتعثين والمبتعثات. وحث الشيخ الدكتور العريفي على التمسك بأربع خصال هي: أولا: أن يعي الطالب والطالبة أنهم عندما يذهبون إلى دول أخرى فإنهم يمثلون دينهم أولاً ووطنهم ثانياً الذي هو قبلة المسلمين في كل مكان، ثم إن نظرة الناس للمبتعث السعودي فيها الكثير من الدقة والتحري وقد تصل إلى تصيد الأخطاء أيضا لذا لابد وأن ينضبط الطالب والطالبة في كلامهم وأسلوبهم وسلوكهم وأن يكونوا منضبطين متقيدين بالأنظمة والقوانين إذا كانوا يعرفونها، ويجب عليهم معرفتها إذا كانوا يجهلونها، وذلك ليعطوا صورة حسنة عن الدين، والوطن الذي ينتسب إليه وهو خير بلاد الدنيا لوجود الحرمين الشريفين فيه. ثانيا: عدم الدخول في نقاشات إلا ممن يملك المعلومات الكافية، وخصوصاً في الأمور الشرعية، وألا يأخذهم الحماس فربما تكلم في أمور نسبها للإسلام والإسلام منها بريء دون أن يدري. الثالثة: أن للمبتعثين بعضهم على بعض حقوقاً في النصح والتوجيه والإرشاد والعناية ببعض واعتبارهم إخوان. الرابعة : الاهتمام بالهدف الذي ذهبوا من أجله وهو العلم والدراسة. من جهته أكد الشيخ الدكتور يوسف الشبيلي أن الطالب والطالبة في حاجة ماسة إلى مسائل شرعية لأنه سيطرأ عليه قضايا لم يكن اعتاد عليها في بلده فإذا لم يكن على علم ومعرفة ودراية بها فقد يلتبس عليه الأمر. ودعا الشبيلي إلى ضرورة أن يتعرف المبتعثون على الجوانب القانونية في البلدان التي سيذهبون إليها، مثمناً خطوة وزارة التعليم العالي لتقديم المعرفة والخبرة لأبناء الوطن قبل سفرهم كما قدم شكره لخادم الحرمين الشريفين لحرصه على تزويد الأمة بالعلماء الصالحين من أبناءها الذين يبتعثون للخارج. من جهته أشاد الملحق الثقافي بالولاياتالمتحدةالأمريكية الدكتور محمد بن عبدالله العيسى بتجربة الأندية الطلابية في الولاياتالمتحدة واصفاً إياها بأنها تجربة فريدة تختلف عن أي مكان آخر، مشيراً إلى أن الأندية السعودية نجحت في أن تكون جزءً فعالاً في الجامعات الأمريكية حيث صارت جزء من اتحاد الطلبة وتشرف عليها الجامعات الأمريكية وتعينها مادياً أيضاً في حال تقديمهم نشاطا معينا، مشيراً إلى أن هناك ناد سعودي نجح في الحصول على دعم من الجامعة قيمته 20 ألف دولار عندما أعد مؤتمر العلاقات السعودية الأمريكية كما أن الملحقية قدمت للنادي مبلغا يقارب ذلك وكذلك السفارة ذلك أنهم استدعوا عددا كبيرا من خارج الولاياتالمتحدة للحضور. وأشار الدكتور العيسى إلى أن نجاح مثل هذه الفعاليات يدخل السعادة على الجميع كون الطلاب والطالبات السعوديين استطاعوا التأثير بشكل ولو بسيط في الحياة هناك وأعطوا نموذجاً جيداً عن بلادهم قائلاً الآن لدينا أكثر من 102 ناد سعودي وكونها الآن جزء من نادي الطلبة فهذا الأمر أراحنا كثيراً وسعينا جاهدين أن تكون جزء منها. وعن كيفية تقديم الدعم والتبرعات للأندية السعودية في أمريكا خاصة أنه قد تثار مسائل كثيرة حولها بين العيسى أن أي دعم أو تبرعات للأندية تذهب إلى الجامعة التابع لها مباشرة وهي من تتولى تمويل النادي وهناك أنظمة عالية ودقيقة لأوجه الصرف وبالتالي لن يساء استخدامها، بالإضافة إلى أن الطلاب يستفيدون من كل خدمات الجامعة مجاناً، والصالات والقاعات والملاعب والمسجد والمطاعم الموجودة في الجامعات. وأشار العيسى إلى أن المبتعثين السعوديين نجحوا في إثبات وجودهم في أمريكا وزاد عددهم كثيراً في حين أنه تم تخريج 300 مبتعث ومبتعثة عام 2008م أغلبهم من طلبة الماجستير، وفي عام 2009م تخرج أكثر من 1000 مبتعث ومبتعثة والعام الجاري سيتخرج أكثر من 3000 مبتعث ومبتعثة. // انتهى //