تعد محافظة ينبع التابعة لإمارة منطقة المدينةالمنورة من أهم مناطق عبور قوافل الحج والتجارة والحملات العسكرية منذ القدم وخاصة قوافل الحج والزيارة إلى الأماكن المقدسة في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة سواء براً بنزولهم في ينبع النخل أو بحراً في ينبع البحر. وفي هذا الاستطلاع الذي أعدته وكالة الأنباء السعودية نلقي الضوء على أهم طرق الحج والتجارة المارة بمحافظة ينبع قديما فقد تعددت الطرق التي كانت تستخدم على اختلاف العصور ولكن نوجزها في الطريق البحري وهو يستخدم منذ أن عُرفت ينبع سواء لقوافل التجارة القديمة أو الحملات العسكرية على جزيرة العرب أو في قوافل الحج عبر العصور المختلفة وظهر استخدام الطريق البحري في رحلات الحج بصفة مكثفة خلال الفترة من القرن الأول الهجري إلى السابع وكان يستخدم هذا الطريق حجاج مصر والمغرب العربي والأندلس وجزر البحر الأبيض المتوسط وبقية دول أفريقيا وربما الشام ووسط وغرب آسيا الذين كانوا يصلون إلى مصر عن طريق البحر حيث يتجه الجميع إلى القاهرة ومنها إلى / عيذاب / بلدة على الضفة الغربية للبحر الأحمر على السواحل المصرية وهي مرسى تجاري قديم لصعيد مصر ويقال أن الذي بناها هو بطليموس فيلادلفوس وسماها / بيرنيس/ على اسم والدته أو القصير وهو ميناء شمال عيذاب وكان من أهم الموانئ التجارية قبل انتقال الحركة إلى السويس ومنها إلى جدة أو ينبع أو الجار كما كان طريق ينبع أكثر استخداما لرجوع حجاج مصر والمغرب والسودان واليمن وروسيا والهند ويستخدم ميناء الطور في بعض الأحيان حيث نقل لنا ابن خلدون أنه عند خروجه إلى الحج ركب من الطور إلى ينبع وعند عودته من الحج مكث في ينبع / 50 / يوما قبل رجوعه إلى مصر وذلك سنة 789 ه. والطريق البري المستخدم منذ القدم لينبع هو الطريق الذي يمر بالمدينةالمنورة قادما من الشمال من مصر والشام وبلاد المغرب العربي ويمر بوادي القرى / العلا حاليا / و إذا أرادت العرب أن تختصر هذا الطريق سلكت طريق المعرقة ويحدد المؤرخون هذا الطريق بالمنطقة الواقعة بين / عزور ورضوى / عزور ثنية تهبط إلى الجحفة من المدينة / وتعرف اليوم بالعزورية كما اشتهر بقوافل قريش في رحلتي الشتاء والصيف ويمر هذا الطريق بمحافظة ينبع وخاصة منطقة العيص ويُعرف كذلك بطريق الساحل وقد سلكه أبو سفيان بقافلته التي كانت سببا لغزوة بدر الكبرى وتظهر آثار الطريق في برك الماء القديمة والتي منها بركة شعيب النورة بالعيص و غيرها ولا استبعد أن تكون بركتي عباثر وترعة تقع في بعض مساراته. // يتبع //