يعد عنصر اليود من المعادن المنتشرة بصورة نادرة في الطبيعة ولكنه من العناصر الحيوية المهمة بالنسبة للإنسان والحيوان حيث يدخل في تكوين هرمونات الغدة الدرقية ( الثيروكسين ) المسؤولة عن عمليات التمثيل الغذائي في الجسم. ومن أهم أعراض نقص اليود تضخم الغدة الدرقية أو ما يسمى الجُويتر أو الغُوطة أو الجَدَرة أو السَلعة العنقية حيث تتورم الغدة تحت الجلد في مقدمة الرقبة أسفل الحنجرة ويمكن رؤيتها أو إحساسها حول القصبة الهوائية أو رؤية نبضات الشريان السباتي بالرقبة نتيجة ضغط الغدة عليه. وعرف هذا المرض في الصين منذ الألفية الثالثة قبل الميلاد أما المصريون فعرفوه منذ حوالي 1500 عام قبل الميلاد وقاموا بعلاجه جراحيا. وعُرف سبب المرض عام 1811م نتيجة نقص عنصر اليود و استخدم العنصر كعلاج عام 1831م بواسطة العالم الفرنسي بوسينجولت،و استخدام عنصر اليود للوقاية من مرض الغدة الدرقية في ولاية ميشجان الأمريكية لأول مرة عام 1924م. واليود عنصر من الأملاح المعدنية، ويحتاجه الجسم بكميات ضئيلة، لكنه ضروري لحياة الإنسان ولتطوره الجسمي والذهني، ويحتوي جسم الإنسان البالغ على مقدار يتراوح ما بين 10 إلى30 ملغ من اليود، ثلثا هذه الكمية في الغدة الدرقية، والتي تستخدم اليود في إنتاج هرمون الثيروكسين اللازم لوظائف حيوية عديدة في الجسم البشري، حيث يوجد جزء آخر من اليود في العضلات، وكميات ضئيلة في الكبد والمبايض والغدة الكظرية. ولليود وظائف وفوائد أهمها أنه عنصر أساسي في إنتاج هرمون الثيروكسين الذي تفرزه الغدة الدرقية، فهو ضروري لسلامة الغدة الدرقية ومنع تضخمها, ويعمل على تنظيم عملية النمو ووظيفة الأعصاب والعضلات، وعملية تحويل الطاقة وتسريع عملية الاستقلاب، حيث يساعد كذلك على حرق الدهون الزائدة , ويقوم بدور أساسي في نمو الجنين، لذلك فهو ضروري للنمو والتطور الجسدي والعقلي , ويسهم في آلية أكسدة الخلايا على مستوى الكبد في إنتاج كريات الدم الحمراء , وهو ضروري للمحافظة على النسيج الضام في الجسم، والذي يكوّن الأوتار والأربطة ويضم الأنسجة بعضها لبعض , كما يسهم في تنشيط عضلة القلب، ويساعد الجسم على طرح النفايات السامة التي تتولد من المواد البروتينية التي تمتصها جدران الأمعاء، وتسير مع الدم وتؤدي إلى تصلب الشرايين، ويسهم في تقوية الأظافر الضعيفة ويمنع تساقط الشعر ,كما أنه يقي من ارتفاع ضغط الدم ويؤثر على الجهاز التنفسي , ويعتقد العلماء بأن لليود دور مهم في تنظيم عملية تصنيع الكولسترول , وفي مساعدة الجسم على مقاومة الأمراض، كما أنه يساعد على تقليل التوتر العصبي والأرق. ويستخدم اليود في صناعة بعض أنواع الأدوية، و خاصة المستخدمة في التخلص من آثار الإشعاع , كما أنه المكوّن الأكثر فاعلية في تنقية المياه غير العذبة. //يتبع// 1053 ت م