تخيم العديد من التساؤلات بشان قدرة الطرفين الروسي والأوروبي الذين يعقدان سلسلة من الاجتماعات على مستوى القمة اليوم الخميس وغدا الجمعة على تذليل المصاعب القائمة بينهما. وتجري أعمال القمة في مدينة خاباروفسك (أقصى شرق روسيا)بحضور الرئيسين الروسي دميتري ميدفيديف وتشيكي فاكلاف كلاوس الذي تتلوى بلاده الرئاسة الاوروبية إضافة الى رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو، ومنسق السياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا. وتتمحور الخلافات بين موسكو وبروكسل حاليا وبشكل رئيس حول مسائل تتعلق بالشؤون التجارية وبملف الطاقة. وأخفقت كافة مساعي الطرفين في بلورة أرضية تعاون جدية ومستدامة بين روسيا والاتحاد الأوروبي في قطاع الطاقة الحيوي والحساس بالنسبة للطرفين. ويعتمد الاتحاد الأوروبي بشكل كبير على إمداداته من الغاز على روسيا وهو اعتماد متصاعد الثقل. وشهدت العلاقات الروسية الاوروبية ازمات متفاوتة الخطورة في هذا الملف، وخاصة بشان تعامل موسكو مع عدد من الدول الشرقية . ولكن دول الاتحاد الأوروبي ابدت حتى الآن جبهة منقسمة على نفسها في التعامل مع الروس، وتفضل دول مثل ألمانيا وايطاليا والنمسا التعامل بشكل ثنائي وضمان تزودها بالطاقة بشكل فردي. واقترحت روسيا وفي محاولة اضافية لشق الصفوف الاوروبية ارساء ميثاق جديد للطاقة يعوض ميثاق الطاقة الأوروبي المتعامل به حتى الان ويحدد قواعد التعامل في هذا المجال بينها وبين الأوروبيين. ورفضت المفوضية الاوروبية المقترح الروسي ولكن موسكو ستعود لعرضه مجددا أمام القمة الحالية. وعلى الصعيد التجاري لا تزال روسيا ترفض الرضوخ لعدد من المطالب الأوروبية المحددة ،والتي يعتبرها الأوروبيون شروطا لضم موسكو لمنظمة التجارة العالمية ومنها الرسوم على واردات الخشب والرسوم على مؤسسات الطيران التي تعبر أجواء سيبيريا وغيرها من الملفات الحساسة. وعلى الصعيد السياسي تتهم روسيا الاتحاد الأوروبي بتنفيذ خطط الحلف الأطلسي ضدها، من خلال ما يعرف بإقامة الشراكة الشرقية مع ست من الدول المتاخمة لها والتي كانت حتى الآن تدور في فلكها وهو ما ينفيه المسئولون الأوروبيون. ومن المتوقع وعلى الصعيد الدولي ان يتطرق الطرفان الأوروبي والروسي إلى مسائل الشرق الأوسط وأفغانستان والملف النووي الإيراني لكن دون ان انتظار أية نتائج عملية بسبب هيمنة الخلافات الأخرى على العلاقات بين الجانبين. // انتهى // 1302 ت م