بدأ قادة الاتحاد الاوروبي وروسيا محادثات قمة امس مع وجود خلافات عميقة بين الجانبين حول إمدادات الطاقة والتجارة تلقي بظلالها على الاجتماع الذي يعقد بالقرب من الحدود الروسية الصينية. ويقول كل من الاتحاد الاوروبي وروسيا إنهما يرغبان في تحسين العلاقات بينهما بعد خلافات حول إمدادات الغاز عبر أوكرانيا والحرب التي شنتها روسيا العام الماضي ضد جورجيا. لكن دبلوماسيين يقولون إن خلافا لا يزال موجودا تحت السطح. وقلل الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف من أهمية الاختلافات أثناء ترحيبه بالقادة الاوروبيين في خاباروفسك وهي مدينة تبعد تسع نطاقات زمنية عن بروكسل. وقال ميدفيديف "نحن بحاجة للعودة إلى الازمة المالية والاقتصادية. نحتاج للحديث عن أوضاع قطاع الطاقة وهندسة أمنية جديدة." وحذر الكرملين عشية القمة من بعض المناوشات حول الطاقة والتجارة بينما حذر مصدر في الحكومة الروسية من أزمة غاز جديدة مع أوكرانيا. وقالت ناتاليا تيماكوفا وهي متحدثة باسم الكرملين إن المحادثات أجريت في جو ودي بينما حاول الجانبان تجنب اثارة أي نقاط حساسة. وأضافت "كان اجتماعا جيدا جدا. وافق الشركاء في الاتحاد الاوروبي على مناقشة مقترحات روسيا حول أمن الطاقة الاوروبية أي أنهم أقروا بوضوح بأن النظام الحالي ليس كاملا." وتمنت بعض الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي أن تكون هناك بداية جديدة للعلاقات مع روسيا بعد رحيل فلاديمير بوتين عن الرئاسة العام الماضي إلا أن مشاعر استياء متنامية لا تزال موجودة عن الجانبين. وكان النزاع بين روسيا وأوكرانيا على الغاز والذي أدى إلى حرمان مناطق من الاتحاد الاوروبي من الغاز في الشتاء القارس قد أثار شكوكا حول إمكانية الاعتماد على موسكو كمورد لربع حاجات الاتحاد الذي يضم 27 دولة من الغاز. وأجرى ميدفيديف محادثات رسمية بعد عشاء غير رسمي مع خوسيه مانويل باروزو رئيس المفوضية الاوروبية والرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس وجولة قصيرة بالقارب في نهر أمور أمس. وقبل الاجتماع قال ميدفيديف لطلبة محليين إن خاباروفسك المدينة الواقعة على بعد ثمانية آلاف كيلومتر شرقي بروكسل اختيرت كمكان للقمة حتى يعرف قادة الاتحاد الاوروبي المساحة الشاسعة لروسيا أكبر دولة في العالم. وقالت بنيتا فريرو فالدنر مفوضة العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي "كان أمرا سارا للغاية. كان من الممتع إحضارنا إلى هنا وللمرة الاولى نرى الحضارة الاوروبية في خاباروفسك التي تبعد 30 كيلومترا عن الحدود مع الصين." وأقرت فالدنر بأن العلاقات بين روسيا والاتحاد الاوروبي تضررت بالحرب في جورجيا العام الماضي والنزاع على الغاز مع أوكرانيا. وأضافت أن العلاقات بين الجانبين أفضل في الوقت الحالي وقالت "مرت العلاقات بيننا بالفعل بمرحلة عصيبة." وغضبت روسيا العام الحالي عندما أعلنت بروكسل إبرام اتفاق مع أوكرانيا لتجديد خطوط الغاز القديمة التي تعود لايام الاتحاد السوفيتي وهي خطوة شعرت موسكو أنها اتخذت دون الاكتراث بمصالحها بصفتها أكبر مورد للغاز في العالم. وشكك سيرجي بريخودكو وهو كبير مستشاري السياسة الخارجية في الكرملين مجددا في الاتفاق قبل القمة وقال إن الاتحاد الاوروبي ربما يجب عليه أيضا أن يسدد ديون أوكرانيا. وأضاف أن صبر روسيا بدأ ينفد بالنسبة لمساعيها الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية وذلك بعد أكثر من عشر سنوات من المحاولات للانضمام إلى المنظمة التي تضم 153 دولة. وأضيف عقد اجتماع ثنائي بين مسؤولين تجاريين من الجانبين امس إلى جدول أعمال المحادثات.