ابدى الرئيس التونسي زين العابدين بن علي ارتياحه لما قامت به بعض الاطراف العربية في الاونة الاخيرة من مساع حميدة لتقريب وجهات النظر والتاسيس لمصالحة عربية تكرس الحوار وتغلب روح التفاهم والوفاق مؤكدا دعم بلاده لتلك الجهود وترحيبها بما تم قطعه الى حد الان من خطوات ايجابية في هذا السبيل . واشاد في هذا السياق بالمبادرة النبيلة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود خلال القمة الاقتصادية والاجتماعية والتنموية بالكويت وماتلاها من اتصالات ولقاءات عبرت عن وعي مختلف الاطراف العربية بجسامة رهانات الاوضاع القائمة وخطورة التحديات المطروحة التي لايمكن تجاوزها والتغلب عليها الا بنبذ الخلافات والانقسامات ووضع المصلحة العليا للامة العربية فوق كل اعتبار. واكد في كلمة القاها خلال القمة العربية التي بدات بالعاصمة القطرية اليوم ان هذه القمة تكتسي اهمية بالغة لانعقادها في ظرف دولي واقليمي دقيق يقف فيه الجميع امام مفترق طرق على اكثر من صعيد خاصة بعد التطورات الاخيرة التي عاشتها المنطقة ابان العدوان الاسرائيلي الغاشم على غزة وماخلفه من خسائر فادحة في الارواح والمرافق الاساسية والمؤسسات الحيوية للشعب الفلسطيني الى جانب ماشهدته المرحلة من تباين في الرؤى والمواقف زادت الاوضاع على المستويين الفلسطيني والعربي حدة وتعقيدا . واشار الى ان بلاده قد دعت في عدة مناسبات الى ضرورة تسوية تلك الخلافات وفق نظرة شاملة ومتبصرة للقضايا العربية في اطار عربي من التفاهم والوفاق يضمن الحفاظ على وحدة الصف والتمسك بالروابط الاخوية مهما احتدت الخلافات واشتدت الازمات . واعرب الرئيس بن علي من ناحية اخرى عن امله في ان يفضي الحوار بين الفلسطينيين برعاية مصرية الى نتائج ايجابية حول مختلف المسائل الماثلة بما يسهم في تحقيق المصالحة بين سائر الفصائل الفلسطينية ويتيح افضل الظروف امامها للانخراط في وحدة وطنية قوية تخدم مصالحهم وتساعدهم على التحرر وبناء دولتهم مجددا وقوف تونس الدائم الى جانب الشعب الفلسطيني في كفاحه العادل من اجل استعادة حقوقه الوطنية واقامة دولته المستقلة على ارضه . وشدد في هذا الاطار على تمسك بلاده بالسلام خيارا استراتجيا ومساندتها لكل المساعي الهادفة الى ايجاد تسوية عادلة وشاملة ودائمة للقضية الفلسطينية وللصراع العربي الاسرائيلي طبقا للمرجعيات الاساسية للعملية السلمية بما فيها مبادرة السلام العربية داعيا المجموعة الدولية واللجنة الرباعية خاصة الى تكثيف جهودها من اجل استئناف المفاوضات على اساس احترام الشرعية الدولية وحمل اسرائيل على الكف عن نشاطها الاستيطاني وممارساتها العدوانية حتى يتسنى تحقيق الامن والسلام والاستقرار لشعوب المنطقة كافة . كما حث على ضرورة مواصلة الدعم اللازم للاقتصاد الفلسطيني والاسراع بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه خلال المؤتمر الدولي المنعقد في مدينة شرم الشيخ المصرية مؤخرا واعادة اعمار غزة . واعلن الرئيس التونسي في موضوع اخر عن رفضه اصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة التوقيف بحق الرئيس السوداني عمر البشير لما تمثله من سابقة خطيرة على سيادة الدول ومن تهديد لامن السودان ودعا الى اتاحة الفرصة امام مختلف الوساطات الاقليمية والدولية لتسوية ازمة دارفور على اساس احترام سيادة السودان ووحدته الترابية . //انتهى// 2033 ت م