نوه الرئيس المصري حسني مبارك بالخطوات التي تم قطعها على طريق تنقية الأجواء العربية والتي بدأت في قمة الكويت العربية الاقتصادية ثم قمة الرياض المصغرة. وأكد الرئيس مبارك في كلمته أمام القمة العربية التي ألقاها نيابة عنه وزير الدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية رئيس وفد مصر في القمة الدكتور مفيد شهاب ضرورة تغيير الوضع العربي الراهن بانقساماته ومحاوره موضحا أن الخلافات العربية أيا كانت لا تستعصي على الحل لأنها في النهاية خلافات بين أشقاء. وقال إن ما اتخذ منذ قمة الكويت وحتى اليوم من خطوات على طريق المصالحة العربية ليس نهاية المطاف فهناك عمل كثير ولا تزال هناك خلافات موجودة وقائمة قد تتباين رؤانا حول أسبابها ودوافعها وما يتصل بها من قضايا لكن محصلتها بالقطع هي المزيد من تشتيت الجهد العربي والإمعان في شق الصف الذي نريد له أن يكون قويا ومتماسكا في مواجهة التحديات الماثلة أمامنا. وبعد أن أكد أن مصر تجاوبت مع الجهود الرامية لتجاوز بعض الخلافات متطلعة لمصالحة عربية حقيقية وشاملة .. دعا الرئيس مبارك إلى عقد قمم مصغرة على مدار العام للتشاور والتنسيق فيما بين القادة العرب حتى نتجنب أن يتحول أي اختلاف عارض إلى خلاف فخصومة تستعصي على المعالجة الموضوعية السريعة والسليمة. وشدد على ضرورة أن تقوم المصالحة على المصارحة والوضوح والامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية. من جهة أخرى أكد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين أن التحديات التي تواجه الأمة العربية كبيرة ومتلاحقة. وأشار إلى أن الأمة العربية تملك من المقومات والإمكانات الكامنة في مكنون حضارتها ما يجعلها قادرة بوحدة شعوبها والتفافها حول قياداتها على إحداث نقلة نوعية لإيجاد واقع جديد يمكنها من تجاوز كل المحن بثقة وتفاؤل في مستقبل يجمع شمل أبنائها ويوحد كلمتها. وشدد جلالته في الكلمة التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية للقمة إن التصميم على إعادة بناء العلاقات العربية وفق أسس واقعية تصالحية ، يعكس إرادة مخلصة للنهوض بالأمة العربية ويعزز من وحدتها ويحقق آمال وتطلعات شعوبها . وعبر جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عن شكره وتقديره لأشقائه العرب على التضامن مع البحرين على امتداد تاريخها وحتى هذه اللحظة. وحث الأمة على الوحدة والاعتصام بحبل الله والنهوض من جديد في عصر لا مكان فيه للضعفاء. وأشاد الرئيس التونسي زين العابدين بن علي بالمبادرة النبيلة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز خلال القمة الاقتصادية والاجتماعية والتنموية بالكويت، وما تلاها من اتصالات ولقاءات. وبارك فخامته الحوار بين الأشقاء الفلسطينيين برعاية مصرية، معربا عن أمله في أن يفضي الحوار إلى نتائج إيجابية. وجدد الرئيس زين العابدين في كلمته أمام القمة وقوف تونس الدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني في كفاحه العادل من أجل استعادة حقوقه الوطنية وإقامة دولته المستقلة على أرضه؛ مؤكدا تمسك بلاده بالسلام كخيار استراتيجي ودعمها لكل المساعي الهادفة إلى إيجاد تسوية عادلة وشاملة ودائمة للقضية الفلسطينية وللصراع العربي الإسرائيلي طبقا للمرجعيات الأساسية للعملية السلمية بما فيها مبادرة السلام العربية. ودعا المجموعة الدولية عامة ، واللجنة الرباعية خاصة ، إلى تكثيف جهودها من أجل استئناف المفاوضات على أساس احترام الشرعية الدولية، مطالبا إسرائيل بالكف عن نشاطها الاستيطاني وممارساتها العدوانية. وطالب بمواصلة تقديم الدعم اللازم للاقتصاد الفلسطيني والإسراع بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه خلال المؤتمر الدولي مؤخرا بشرم الشيخ لدعم الاقتصاد الفلسطيني وإعادة إعمار غزة. وفي الملف العراقي، أعلن الرئيس التونسي تضامن بلاده مع شعب العراق، راجيا أن تسهم الحركية السياسية التي يشهدها في تجاوز أوضاعه الصعبة وتحقيق المصالحة بين أبنائه. وأعرب الرئيس التونسي عن رفضه لإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة التوقيف بحق الرئيس السوداني، لما تمثله من سابقة خطيرة على سيادة الدول ومن تهديد لأمن السودان واستقراره. وعد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي انعقاد القمة العربية العادية الحادية والعشرين في قطر وفي هذا الظرف الحساس الذي تمر به الأمة العربية فرصة تاريخية لتحقيق أهداف وطموحات وتطلعات الشعوب العربية لغد أفضل . وأعرب عن تطلعه بأن تكون قمة الدوحة بداية لمصالحة عربية يرى أنها أصبحت اليوم في ظل الظروف والتحديات التي تواجهها الأمة العربية خيارا لابد منه مما يستدعي من جميع الدول العربية العمل على تحقيقها . وقال المالكي في كلمة ألقاها خلال القمة العربية أن العراق يستعيد اليوم موقعه ليكون شريكا فاعلا ومتحملا لمسؤولياته في التضامن العربي وأنه مصمم على بدء مرحلة جديدة من التعاون وإقامة أفضل العلاقات مع الدول العربية والجوار الإقليمي والعالم على أساس المسؤوليات والمصالح المشتركة. ووصف رئيس الوزراء العراقي مبادرة المصالحة الوطنية بأنها قارب نجاة لكل العراقيين حيث نجحت المبادرة في القضاء على الفتنة الطائفية وتعزيز الوحدة الوطنية وإشاعة ثقافة التسامح والحوار والمحبة التي عرف بها العراقيون عبر التاريخ. وأكد رفض بلاده أن تتحول إلى ساحة لتصفية الحسابات بين المتخاصمين الإقليميين والدوليين وأنه قادر على أن يكون محطة التقاء وتعاون بين دول المنطقة بعيدا عن سياسة المحاور التي استنزفت الجهود والثروات العراقية على مدى أكثر من نصف قرن.. وعبر عن تطلع بلاده لحضور دبلوماسي لجميع الدول العربية وإعادة فتح السفارات العربية في بغداد إلى جانب السفارات الأجنبية. ودعا فخامة الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيله إلى دعم مبادرة المصالحة العربية التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في قمة الكويت الاقتصادية والاجتماعية في يناير الماضي. وقال "إن شمل الأمة قد التأم بفضل قادتها الحكماء واختفت سحابة الخلافات العربية العربية منذ القمة الاقتصادية التي شهدت بداية المصالحة الحقيقية التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ويجب تعزيزها "..محذرا من أن الخلافات العربية بغض النظر عن أسبابها ستضعف من مواقف الأمة وصمودها في وجه أعدائها الذين يعملون على تشتيت جهودنا لإضاعة حقوقنا الثابتة. وحذر الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلى مما تتعرض له مدينة القدس من حملة شرسة من التهويد وطمس المعالم العربية والإسلامية وهدم المنازل محذراً من أن وضع المدينة بات يتطلب وقفة جادة . جاء ذلك في كلمته التي ألقاها في افتتاح الدورة الحادية والعشرين للقمة العربية في العاصمة القطرية التي بدأت أعمالها صباح أمس. وعبر الأمين العام في مستهل كلمته عن شكره وتقديره لدولة قطر على ما وفرته من أجواء الحفاوة ولما بذلته من جهود مخلصة ومبادرات موفقة للتمهيد لانعقاد هذا الاجتماع الهام مشيداً بمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عيد العزيز للمصالحة وتنقية الأجواء العربية. ولفت إلى أن العالم الإسلامي يقف موقف النصير والمؤيد للعالم العربي وقضاياه كما أنه يمثل العمق الاستراتيجي الطبيعي بامتداده عبر أربع قارات وبثقله الديموغرافي الذي يضم خمس سكان المعمورة. وأشار الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي إلى أنه عاد منذ عدة أسابيع من غزة حيث وقف على حجم الدمار الهائل الذي تسبب فيه العدوان الإسرائيلي وآثاره البشعة التي تجاوزت كل حدود فظاعة الحروب وويلاتها والذي انطوى على جرائم حرب مشهودة وجرائم ضد الإنسانية واستعمال الأسلحة المحرمة دولياً . وقال: من واجبنا الآن أن تتضافر جهودنا لمحاكمة مقترفي هذه الجرائم أمام المحاكم الدولية المختصة والإسراع في بدء إعمار القطاع ورفع الضائقة والمعاناة عن إخواننا هناك .