رفضت الدول الغربية اليوم المقترح الذي تقدم به الرئيس الروسي ديميتري مديفديف العام الماضي بشأن إعادة هندسة الأمن الأوروبي والأخذ بعين الاعتبار التطورات المسجلة على الصعيد الأمني والعسكري في القارة الأوروبية. وقال منسق السياسة الخارجية الأوروبية خافير سولانا في مداخلة له أمام (منتدى بروكسل) السياسي وبحضور وزيرالخارجية الروسي سيرغي لافروف إن أوروبا ليست بحاجة إلى هندسة جديدة للعلاقات الأمنية بين ضفتي الأطلسي وانه من الأفضل الركون الى الأدوات القائمة حاليا وبشكل أفضل في إشارة إلى مجلس روسيا الناتو. وقال سولانا ان الآليات الحالية تعمل بشكل جيد ولا حاجة لنا إلى آليات جديدة. ووضعت روسيا من إعادة هندسة الأمن الأوروبي احد أوليات تحركها الدبلوماسي والسياسي وخاصة منذ المواجهة الروسية الجورجية في أغسطس الماضي في منطقة القوقاز. وتريد روسيا إدماج عناصر جديدة محددة في آليات الآمن بين ضفتي الأطلسي ومنها مسائل توسيع الحلف والوضع القوقازي والبعد الخاص بالطاقة ومكانة روسيا في الأمن الأوروبي. ويرفض الأوروبيون والولايات المتحدة هذا الأمر ويعتبرونه بمثابة سعي لتقويض هياكل الحلف ودق إسفين داخل العائلة الاورو-أطلسية. وقال سولانا انه من الطبيعي الاستجابة والرد على بعض من جوانب المطالب الروسية ولكن الأمر لا يجب أن يتطور إلى درجة إعادة صياغة مجمل الهندسة الأمنية في القارة. وتريد روسيا التفاوض مع الدول الغربية بشان اتفاقية جديدة للأمن الأوروبي ولكن الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو يصران على اعتبار ان مجلس الشراكة الأطلسي الروسي يضل كافيا. وواصل منتدى بروكسل أعماله اليوم لليوم الثاني بحضور العديد من الشخصيات الأمريكية والأوروبية والروسية وكرس المجتمعون صباح اليوم جزاءا كبيرا للشؤون الاقتصادية . وتم تخصيص أعمال منتدى العام الجاري لبحث العلاقات الأوروبية الأمريكية والأوضاع الاقتصادية والموقف في أفغانستان والعلاقة مع روسيا حيث حذر رئيس البنك الدولي روبرت زوليك خلال ورشة كرست لمعاينة الأزمة النقدية من عواقب تراجع حاد متوقع للنمو الاقتصادي في أنحاء العالم هذا العام. وقال إن عام 2009 سيكون عاما خطيرا جدا.. مشيرا إلى توقعات للبنك الدولي بحدوث ارتفاع في معدل وفيات الرضع يرتبط بالأزمة الاقتصادية وانحدار في التجارة العالمية. واقترح زوليك أن تطلق مجموعة العشرين للاقتصاديات الرئيسة والصاعدة التي يعقد زعماؤها اجتماعا في لندن الشهر القادم عملية مراجعة لمعرفة ما إذا كانت هناك حاجة لإجراءات تحفيز جديدة من أجل بدء التعافي. وبحث المؤتمر من جهة أخرى والى جانب العلاقات مع روسيا الوضع الأفغاني ودور باكستان في جلسة خاصة حضرها المبعوث الأمريكي لأفغانستان ريتشارد هولبروك. // انتهى // 1621 ت م