أقرت الحكومة البريطانية أن القوات البريطانية في العراق سلمت متهمين اثنين بالإرهاب إلى الجيش الأمريكي لاستجوابهما. وقال وزير الدفاع البريطاني جون هيوتون في حديث أمام مجلس العموم البريطاني يوم أمس " إن القوات البريطانية سلمت عام 2004م شخصين إلى الأمريكيين نقلا بعد ذلك إلى أفغانستان للاستجواب حيث ما زالا محتجزين هناك". وأكد الوزير طبقاً لما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية أنه تلقى تأكيدات أمريكية بأن المتهمين سيلقيان معاملة آدمية، معتذرا عن إنكار الحكومة قبل ذلك تورطها في عمليات تسليم غير قانونية. وذكر أنه تمت الإشارة لموضوع تسليمهما في مذكرة لوزير الخارجية السابق جاك سترو ووزير الداخلية السابق تشارلز كلارك في أبريل 2006. وأفادت الإذاعة أن المتهمين هما "باكستانيان" يعتقد انهما عناصر جماعة لشكر طيبة الكشميرية التي يشتبه في صلتها بتنظيم القاعدة. وأشارت إلى أن هذه الإفادة تلقي الضوء على الدور المفترض لحكومة حزب العمال خلال السنوات الماضية في موضوع عمليات التسليم الغير قانونية والرحلات الجوية التي تم خلالها نقل المتهمين بالإرهاب إلى سجون سرية في عدة دول لتستجوبهم الاستخبارات المركزية الأمريكية. واوضحت أن كشف هذه المعلومات جاء بعد أيام من عودة المعتقل السابق في جوانتانامو بنيام محمد الذي كان قد أتهم الاستخبارات الأمريكية والبريطانية بالمسؤولية عن تعرضه للتعذيب.. حيث يقول إنه تعرض للتعذيب لدى قيام محققين أمريكيين باستجوابه في سجن مغربي. وألقى محمد باللوم على بريطانيا لإمدادها الأمريكيين بمعلومات شخصية عنه استخدمت ضده لدى استجوابه في السجن المغربي الذي قال إنه تعرض فيه لتعذيب شديد. وكانت الحكومة البريطانية قد تعرضت مؤخرا إلى ضغوط متزايدة لكشف حقيقة التعاون مع واشنطن في موضوع السجون والرحلات السرية. وطبقاً للإذاعة فقد كان رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير قد أكد أمام مجلس العموم في ديسمبر2005م أن عمليات تسليم ونقل المشتبه بهم بصورة غير قانونية سياسة تتبعها واشنطن منذ سنوات.. فيما اعترفت حكومة جوردون براون العام الماضي بأن طائرتين لنقل متهمين بالإرهاب هبطتا في أراضي المملكة المتحدة عام 2002م. //انتهى// 1323 ت م