تواجه الدبلوماسية الاوروبية معضلة متصاعدة التعقيد في إدارة العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل بسبب الأبعاد الخطيرة التي اتخذها منحى الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية غير المسبوقة على المدنيين في قطاع غزة التي تتزامن مع توجه رسمي أوروبي برفع درجة العلاقات مع إسرائيل ومنحها مكانة ترقى إلى درجة العضوية. ويعقد وزراء خارجية التكتل الأوروبي اجتماعا في العاصمة التشيكية براغ اليوم لبحث عدد من المسائل الاوروبية والدولية ولكن حجم المأساة الإنسانية التي يعاني منها المدنيون الفلسطينيون في قطاع غزة وحجم الخسائر الناجمة عن الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية باتت تثير جدلا متصاعدا داخل الدوائر الاتحادية في بروكسل بشأن جدوى الاستمرار في تمكين الإسرائيليين من امتيازات تجارية واقتصادية وأمنية تفوق ما هو ممنوح لأي دولة خارج الاتحاد الأوروبي . وتتعرض الأوساط الاوروبية المسئولة الى ضغوط متصاعدة من قبل الفعاليات الاجتماعية والنقابية والدينية الاوروبية وتشهد غالبية الدول الاوروبية مظاهرات ومسيرات احتجاج بشكل يومي مطالبة الاتحاد الأوروبي بوقف سياسة المحاباة المتبعة رسميا تجاه إسرائيل . كما أن الحكومات الاوروبية باتت تخشى من تداعيات الحرب الإسرائيلية ضد المدنيين في غزة على تماسك النسيج الداخلي للمجتمعات الاوروبية المتعددة الأعراق والتي تضم جاليات عربية وإسلامية باتت تتمتع بثقل فعلي داخل المجتمع المدني الأوروبي وتحظى بتعاطف فعلي من قبل قطاعات واسعة من الأوروبيين رغم محاولات التشويه والتضليل التي تقوم بها الأوساط المؤيدة لإسرائيل. وشهدت السنوات القليلة الماضية العديد من محاولات التقارب والحوار الديني والحضاري بين أوروبا والعالم الإسلامي ويخشى المحللون الأوروبيون من أن تضرب السياسة الإسرائيلية هذه الجهود في العمق . وقال مصدر أوروبي في بروكسل ان الاتحاد الأوروبي لا يمكنه وبسبب ما يجري في غزة من اختراق بديهي وواضح لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي تحديدا لا يمكنه ان لا يأخذ بعين الاعتبار هذا التطور عند تقييمه لعلاقته مع إسرائيل. // يتبع // 1238 ت م