تمثل تطورت الأوضاع العسكرية والإنسانية داخل ومن حول قطاع غزة أول اختبار للدبلوماسية التشيكية مع تولي جمهورية التشيك الرئاسة الدورية الاوروبية بدءا من يوم الخميس المقبل. وفيما أخفقت الرئاسة الفرنسية المنتهية في بلورة أي موقف أوروبي متقدم لإدارة الوضع في قطاع غزة أولا وفي مجمل المنطقة ثانيا طوال الست أشهر الأخيرة ورغم التحركات المتعددة الاتجاهات التي قامت بها باريس فان شكوكا كبيرة تخيم داخل المؤسسات الاوروبية في بروكسل على قدرة براغ على جر التكتل الأوروبي نحو تفعيل دوره بشكل فعلي في الشرق الأوسط. وكان من النتائج الرئاسة لأداء فرنسا على رأس التكتل الأوروبي تسجيل تراجع جوهري في موقف الاتحاد الأوروبي تجاه الصراع العربي الإسرائيلي والذي تمثل عبر قيام الاتحاد الأوروبي بخطوة غير مسبوقة تجاه الإسرائيليين بداية شهر ديسمبر الجاري ومنح إسرائيل معاملة تفضيلية ومكانة متميزة ترقى إلى درجة العضوية دون الحصول منها على أي تنول فعلي لصالح الدفع بالعملية السلمية. وتجاوزت فرنسا خلال رئاستها الاوروبية موقف البرلمان الأوروبي الرافض لخطة تعزيز العلاقات الإسرائيلية كما إنها وجهت في العمق ضربة لما يسمى بالشراكة الاوروبية المتوسطية التي تنص على ضرورة إحترام مرجعية السلام لكافة دول المنطقة المنتمية إليها. ولكن ومع تولي جمهورية التشيك الرئاسة الدورية الاوروبية فان دور الاتحاد الأوروبي تجاه الشرق الأوسط بشكل عام وتجاه القضية الفلسطينية بشكل خاص يتجه إلى مزيد من التراجع خاصة على ضوء تزامن الرئاسة التشيكية مع الإعداد للانتخابات الاوروبية المقررة في شهر يونيو المقل ودخول الفعاليات السياسية الاوروبية في بروكسل في سباق محموم على المناصب وما يمثله ذلك من حرص على كسب تأييد اللوبي الإسرائيلي ووسائل الإعلام المتعاطفة معه. وجعلت جمهورية التشيك بالفعل من تطوير العلاقات الاوروبية الإسرائيلية إحدى الأولويات القليلة التي حددتها لنفسها خلال الفترة المقبلة. وترتبط جمهورية التشيك بعلاقات خاصة مع إسرائيل ويتولى نواب تشيك داخل البرلمان الأوروبي بشكل رسمي مهام الدفاع عن المصالح الإسرائيلية داخل المؤسسات الاتحادية وتحديدا في اللجان البرلمانية. // يتبع // 1438 ت م