تعددت قصص البذل والعمل الخيري في خدمة ضيوف الرحمن بالمشاعر المقدسة هذا العام ومنها الكثير على صعيد عرفات اليوم بين جموع ملايين المسلمين فيما كانت الأيدي تتضرع طلبا للمغفرة وآخرى ملبية لله تعالى كانت هنك قلوب جمعت هذا وذاك وزادت عليه إحسانا حيث انتشرت مبرات الخير تسقي وتطعم الحجيج بوجبات مجانية تتقدمها مبرة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله وعدد من رجال الأعمال والمحسنين وهنا من اشترى بماله بعض صناديق العصيرات والفاكهة وقام بتوزيعها على الحجاج مجانا مرتجيا الاجر من الله . كان هناك الكشافة يسعون في طرقات عرفات يوصلون هذا ويدلون ذلك ويرافقون آخر إلى مركز صحي أو يعينون معاقا على الوصول لمراده فيما رجال الآمن والمرور يغطون التقاطعات ويتابعون سير المشاة والسيارات للتنظيم والتنسيق فيما حملات الحج تنتظم حافلاتها والحجاج الأفراد يقفون تحت رشاشات المياه والأشجار في صورة انتظار أن يأذن لهم رب العالمين بالمسير منتظرين موعد النفرة . ووسط هذا كله شهد مندوب واس قصة نبيلة لإمراة سبعينية تدعى / إلهام عبد العال الزرعي من مواليد محافظة الإسماعيلية بجمهورية مصر العربية تبرز عظم مكانة الحج في نفوس المسلم حيث قامت بإنفاق كل ما تملك من مال في سبيل قضاء فريضة الحج والوقوف بجبل الرحمة التي منعتها ظروفها الصحية من الوقوف به. وتبدأ قصة الحاجة إلهام الزرعي كما ترويها لوكالة الأنباء السعودية ابنت أخيها ورفيقتها في رحلة الحج هالة الزرعي حيث تقول أن علاقة عمتها مع الحج والرغبتها في قضاء نسكها لم تكن وليدة اللحظة بل إمتدت لعشرات السنوات المتواصلة راجية أن ياتي اليوم الذي يتحقق لها أملها في قضاء الركن الخامس من أركان الإسلام . وقالت // لكن عمتي الأم لإربعة أبناء لم تمنعها قلة ذات اليد أو تشغلها تربية أبناءها من التعلق بحب الله وبيته الحرام والمشاعر المقدسة ودعائه سبحانه وتعالى أن ييسر لها أمر حجها لتجد نفسها مستجيبة لنداء ربها مع أول فرصة تهيئة لها للحصول على المال وذلك عندما حصلت على نصيبها من إرث والدها قبل ثلاثة أشهر لتعقد العزم على الحجة وتعلن صرف كل ما حصلت عليه من مال في حجة لبيت الله الحرام //. وتمضي في القول // وفعلا تحقق لعمتي بفضل الله ما أرادت وأنهت كافة الإجراءات الخاصة بالحج وقامت بالتسجيل في واحدة من الحملات السياحية الخاصة بنقل الحجاج للديار المقدسة حتى وجدت عمتي نفسها وهي تحط بمطار الملك عبدالعزيز الدولي بجده يوم الثلاثاء الماضي وتؤدي نسك العمرة وسط مشاعر فرح لم تستطع وصفها ولتمضي بقية الأيام قبل يوم عرفة وكلها شوق للوقوف بعرفات الله وإكمال بقية المناسك // . وتابعت تقول // ومع إنطلاقة الحملة في عرفات حصل ما لم تتوقعه الحاجة الزرعي لتصاب بكسر في كتفها الأيمن على إثر حادث سقوط حصل لها ولنجد نفسنا مضطرين لطلب الإسعاف ونقلها لمستشفى نمرة العام وسط عرفات وكلنا أمل في أن تتمكن من أخذ العلاج والوقوف على جبل الرحمة كما تمنت . . وعندما أدخلت المستشفى وبعد الفحص قرر الأطباء إدخالها لغرفة العمليات عند الساعة التاسعة والربع من صباح اليوم / يوم عرفة / لإجراء عملية لكتفها ومن ثم إلى غرفة العناية المركزة فغرفة التنويم //. وثمن عاليا لوزارة الصحة نقلها لعمتلها وهي في هذه الحالة بسيارة الإسعاف إلى مشعر عرفات لتكمل حجها ويتحقق حلمها . . داعية الله تعالى أن يجزيهم خيرا وان يجزي كل أهل هذه البلاد حرصهم . وقالت // وجدت نفسها وقد أكملت حجها وهي على السرير الأبيض بدلا من الوقوف بجبل الرحمة الذي طالما حلمت بالوقوف عليه ومناجاة ربها محتسبة أجر ما أنفقت وتعرضت له عند الله تعالى. . // إنتهى // 1926 ت م