قال الدكتور عزمي بشارة العضو السابق في الكنيست الإسرائيلي // إن الصراع العربي الإسرائيلي صراع طويل يجب أن يدار بالإيقاع الصحيح وليس الزمن فيه لصالح إسرائيل بالضرورة بل لصالح من يحسن استغلاله// . وأضاف بشارة خلال ندوة في عمان اليوم بعنوان // الصراع العربي الإسرائيلي إلى أين//؟ إن إسرائيل برفضها إيجاد حل للصراع العربي الإسرائيلي اختارت أن تبقى قلعة محصنة داخل جدار حديدي، تعيش على قوة الردع من جهة، وعلى الخلافات العربية العربية من جهة أخرى، موضحًا أن قرار إسرائيل يعد (خيارًا عميق الجذور لدى الرأي العام الإسرائيلي، وأنه يستند إلى علاقات مشوهة وغير صحية مع الولاياتالمتحدة ليس لها مثيل بين الدول، مضيفًا انه لا يبدو في الأفق قبول إسرائيلي لأحد الحلين، حل الدولة الواحدة، أو حل الدولتين). وقال بشارة // لقد رفضت إسرائيل خيار حل الدولة وخيار حل الدولتين، وإن نجحت أو لم تنجح في فرض تسوية كالتي يجري التفاوض عليها سرًا وعلنًا، فهي اختارت بالمنظور التاريخي العيش في صراع مستديم دون شرعية من محيطها//. واعتبر بشارة أن قضية فلسطين تقع على تقاطع مسألتين خطيرتين هما المسألة العربية من ناحية وهي المسألة القومية الرسمية التي تفرز تعقيدات لأحد لها من الصراعات بين وداخل البلدان العربية وتستخدم فيها قضية فلسطين وسيلة لا هدفاً ولكنها من ناحية أخرى تعتبر رمزا للمسألة العربية وهي رفض الواقع العربي بعد الاستعمار . وأضاف أن المسألة الثانية تتمثل في المسألة اليهودية العالمية التي تصدرت ومازالت تصدر إلى منطقتنا من أوروبا والتي تمنع رؤية قضية فلسطين قضية (كولونيالية) وتجعل من إسرائيل جزءًا من أوروبا أو الغرب . وأكد بشارة أن احتلال فلسطين هي عقدة في تاريخ العرب الحديث وهي جرح مازال مفتوحا يلتهب ولا يفتأ يزود الساحة العربية بكافة أنواع الذرائع للأيدلوجيات العديمة والرفضية من جهة وللاستسلام وما يرافقه من المظاهر السياسة والاقتصادية والثقافية، من جهة أخرى. وأوضح بشارة أن إسرائيل طورت خيارها القومي من أجل ذاتها، وإسرائيل هي تجسيده بنظرها وهي ليست مجرد أداة أو أسلوب في مواجهة العرب، بل إن ذلك الخيار هو الطريق الوحيد لتنظيم الدولة الحديثة في عرفها، وكان الخيار القومي بالنسبة إلى الحركة الصهيونية وإسرائيل بعدم اعتماد اللعبة الديمقراطية، وسيادة القانون، داخليًا لأنها أفضل الأدوات في مواجهة العرب، بعكس الواقع العربي الذي لا يقوم على العامل السياسي الموحد في مواجهة هذا الخطر الكبير على المستويين الدولي والإقليمي، لافتًا إلى أن القضية العربية هي جوهر القضية الفلسطينية وليس العكس، ولكن من حيث مبدأ النضال من أجل التخلص من الاحتلال لا ينتظر حل القضية العربية برمتها وإنما يركز على مسألة الإرادة العربية والفلسطينية ومعالجة ما يلزم لتحرير هذه الإرادة. // يتبع // 0928 ت م