يواصل أكثر من أربعين وزيرا إفريقيا للثقافة أعمال مؤتمرهم الثاني الذي انطلق يوم أمس بالعاصمة الجزائرية بمشاركة حوالي 500 مندوب جاؤوا من مختلف دول القارة فضلا عن ممثلي الاتحاد الإفريقي وكذا الهيئات الدولية المعتمدة بالجزائر إضافة إلى سفراء الدول الإفريقية المشاركة. وقد تميزت أعمال هذا اللقاء الإفريقي الهام بالرسالة التي بعث بها رئيس الجمهورية الجزائرية عبد العزيز بوتفليقة والتي قرأها نيابة عنه ممثله الشخصي رئيس الحكومة السابق عبدالعزيز بلخادم. وقال الرئيس بوتفليقه في هذه الرسالة / إن التكنولوجيات الجديدة للإعلام والاتصال ليست غاية في حد ذاتها بل هي أدوات ثقافية محضة نستعملها أملا في عالم أفضل وهذا يفرض علينا نحن الأفارقة مراجعة نظرتنا إلى الثقافة العصرية وإسهامنا مستقبلا في الحضارة العالمية خاصة وأن النقاش الحالي الدائر حول التنوع الثقافي وانعكاسات العولمة على سوق الممتلكات الثقافية يصب أكثر في اتجاه لجوء المحترفين الأفارقة بدعم من المؤسسات الثقافية الوطنية الى اعتماد استراتيجية مشتركة للدفاع عن الثقافة وجعلها تتناسق مع متطلبات القرن الحادي والعشرين / . وفضلا عن رسالة الرئيس الجزائري شهد المؤتمر نقاشات جادة وساخنة تمحور جلها حول أولوية استعادة المكانة العالمية للثقافة الإفريقية من خلال صياغة استراتيجية ثقافية إفريقية بإمكانها تمثيل القارة على المسرح الثقافي الدولي وتقوى بموازاة ذلك على مواجهة التحديات الثقافية الراهنة. كما شدد وزراء الثقافة الأفارقة على ضرورة وأهمية تعزيز التعاون الثقافي وتشجيع تبادل التجارب بين مختلف جهات القارة ودعم الكفاءات والمواهب الثقافية بما يخدم شخصية إفريقيا وبما يجلب لها التقدير والإحترام بين مختلف الثقافات العالمية. ولا تزال أعمال المؤتمر متواصلة لدراسة ومناقشة العديد من المحاور والمقترحات المتعلقة بخطة عمل نيروبي لتعزيز الصناعات الثقافية وبحث دراسة الجدوى حول إنشاء المعهد الثقافي الإفريقي وبحث التقرير المتعلق بتحضير المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني الذي ستحتضنه العاصمة الجزائرية في الفترة الممتدة من 5 يوليو وهو تاريخ استقلال الجزائر إلى العشرين من ذات الشهر. وقد أكدت وزيرة الثقافة الجزائرية خليدة تومي بخصوص مجريات المؤتمر الثاني لوزراء الثقافة الأفارقة في كلمتها أمام الوفود المشاركة بأن جدول الأعمال يحمل الكثير من المواضيع الهامة والإستراتيجية التي ينبغي دراستها بتمعن مع الكثير من الإهتمام وخاصة ما تعلق بترقية الصناعات الثقافية في ظل التحديات التي تفرضها عواصف العولمة إضافة إلى موضوع الشراكة الإفريقية الأوروبية حول الممتلكات الثقافية الذي يتعين على الأفارقة دراستها ضمن منظور دولي جديد يكفل المساواة ويضمن العدل بين الشمال والجنوب. // انتهى // 1338 ت م