أعربت الصحف المصرية الصادرة اليوم عن دهشتها مما وصفته بالمفارقة العجيبة التي تحدث في إسرائيل حاليا والمتمثلة في تصاعد أعمال العنف التي يمارسها المستوطنون ضد الفلسطينيين بشكل غير مسبوق في الوقت الذي يسيطر على الأجواء السياسية صخب تصريحات رئيس الوزراء المستقيل إيهود أولمرت عن ضرورة الإنسحاب من الأراضي المحتلة بما فيها القدسالشرقية والجولان . وقالت أن ذلك يرسخ حقيقة أن الأقوال الرسمية الإسرائيلية لا تطابق الواقع على الأرض بل تناقضه تماما وأن المستوطنين أصبحوا الرقم الأقوى في العملية السياسية برمتها داخل إسرائيل فهم الذين يفرضون شروطهم على السياسيين والعسكريين ويمارسون عنفا جسديا ضد الفلسطينيين وعنفا لفظيا واتهامات بالخيانة ضد أي سياسي إسرائيلي يجرؤ على انتقادهم . ورأت أن هؤلاء المستوطنين هم العقبة الرئيسية أمام أي عملية للسلام بل إن توسعهم واستمرارهم في بناء المستوطنات بموافقة الحكومة الاسرائيلية يجعل من الحديث عن السلام مجرد كلام ليس له أساس على أرض الواقع محذرة من أنه إذا ما واصل المستوطنون ضم الأرض الفلسطينية قطعة قطعة فإن الفلسطينيين لن يجدوا خلال سنوات قليلة أرضا يتفاوضون حولها. وأكدت أن الدبلوماسية العربية أحسنت صنعا عندما نجحت مؤخرا في عقد إجتماع لمجلس الأمن على المستوى الوزاري تركز على الإستيطان مطالبة بضرورة عدم فصل الحديث عن السلام عما يجري على الأرض ومواجهة الحكومة الإسرائيلية الجديدة فور تشكيلها وإبلاغها بأن استمرار المفاوضات مع الفلسطينيين مرهون بوقف الإستيطان وإيصال رسالة واضحة للشعب الإسرائيلي مفادها أن السلام والإستيطان لا يلتقيان فإما السلام وإما الإستيطان. وفي سياق متصل قالت الصحف أن الرئيس الأمريكي جورج بوش أوفى بوعده لإسرائيل حينما زارها في مايو الماضي بمناسبة عيد تأسيس دولتها على الأرض الفلسطينية المغتصبة حين أكد أن أمن إسرائيل من أمن الولاياتالمتحدةالأمريكية موضحة أن بوش ترجم هذا الوعد إلى صفقات من أحدث الأسلحة بلغت قيمتها 30 مليار دولار تصل إلى إسرائيل على مدى 10 سنوات. // يتبع // 1119 ت م