كلّف الملك البلجيكي ألبرت الثاني ، وفي سعي جديد لتقريب وجهات نظر مختلف القوى السياسية في بلجيكا ، كلا من رئيس مجلس النواب الاشتراكي الفرانكفوني اندريه فلاهو و رئيس مجلس الشيوخ القومي الفلمنكي داني بيترس بمهمة وساطة جديدة لتحريك المفاوضات والاتصالات بين الأحزاب السياسية وتجاوز الأزمة المؤسساتية التي تعصف بالبلاد منذ زهاء ثلاثة أشهر. وقال بيان للقصر الملكي في بروكسل إنهما "كلفا مهمة وساطة لإعادة إطلاق المفاوضات لتشكيل حكومة". وقال العاهل البلجيكي إن هذا الإجراء "ضروري للحفاظ على الرخاء الاقتصادي والاجتماعي للمواطنين ولإصلاح مستدام لمؤسساتنا". وبهذه الخطوة يكون ألبرت الثاني الذي أجرى اتصالات متعددة الاتجاهات طوال يوم السبت مع العديد من السياسيين البلجيكيين قد قبل ضمنا باستقالة الوسيط السياسي السابق الاشتراكي الفرانكفوني اليو ديروبو والذي باءت تحركاته بالفشل بعد اثنين وثمانين يوما من المحاولات الهادفة لتشكيل ائتلاف حكومي جديد . ولكن لم تتضح بعد طبيعة الدور المحدد الذي سيقوم به الوسيطان الجديدان، ولكن مختلف المحللين البلجيكيين أوضحوا صباح اليوم الأحد إن العاهل البلجيكي يريد بوضوح الحفاظ على عدد من المكتسبات التي أحرزها الوسيط السابق على طريق إعادة هيكلة مؤسسات الدولة الاتحادية وعلى طرق إعادة توزيع النفقات بين مختلف المقاطعات. وتبوأ الوسيط اندريه فلاهو رئيس مجلس النواب الحالي منصب وزير الدفع لفترة خمسة سنوات في الحكومة السابقة أمام الوسيط الثاني داني بيترس فانه يعد من أبرز أعضاء الحزب القومي الفلمنكي الذي اكتسح اقتراع يونيو الماضي. وقالت جوال ميلكي مسئولة النادي المسيحي الديمقراطي وهو احد الأحزاب المشاركة في المفاوضات الهادفة لتشكيل حكومة بلجيكية جديدة ان خطوة العاهل البلجيكي تعد ايجابية وتمنح عمليا المفاوضين مزيدا من الوقت لتجاوز الإشكاليات التي لا تزال قائمة وتحول دون بلورة اتفاق نهائي. و لا يزال القوميون الفلمنكيون بزعامة بارت ديوفر يرفضون بشكل تام التخلي عن مطالبهم بتمكين مقاطعة الفلاندر الشمالية بمزيد من الصلاحيات المؤسساية على حساب الكيان الاتحادي للدولة وبفصل ضواحي بروكسل إداريا عن العاصمة وأخيرا التحكم في آلية النفقات العامة للدولة الاتحادية وفي المخصصات المالية المكرسة لبروكسل. ويسود الاعتقاد في بروكسل ان خطة العاهل البلجيكي الجديدة ربما تسبق الركون في نهاية المطاف إلى الزعيم القومي الفلمنكي المتشدد بارت ديوفر لتشكيل الحكومة المقبلة . ولكن العديد من القوى الفرانكفونية باتت تستبعد بشكل علني فرص التوصل إلى اتفاق بين الطائفتين الفرانكفونية والفلمنكية ورغم مجمل التحركات المسجلة حاليا. وقال رئيس مقاطعة والونيا الجنوبية رودي ديموت اليوم الأحد للإذاعة البلجيكية انه ربما حان الوقت للتفكير في حل بديل . أما ممثلة الحزب الاشتراكي الفرانكفوني في المفاوضات لوريت اونكلنس فقد صرحت بدورها صباح اليوم ان خيار تقسيم البلاد بات مطروحا جديا هذه المرة. وبدأ عشرات ألاف من الفلمنكيين في التجمع حول العاصمة بروكسل منذ صباح اليوم الباكر في رالي ضخم للدرجات الهوائية يتوقع ان يضم مائة ألف شخص في تحرك رمزي لمحاصرة العاصمة والتأكيد على انتمائها الفلمنكي. // انتهى //