يواجه رؤساء دول وحكومات التكتل الأوروبي السبع والعشرين غدا الاثنين خلال انعقاد قمتهم الاستثنائية في بروكسل معضلة رئيسة واحدة تمثل في سبل بلورة موقف مشترك ومحدد تجاه التعامل مع روسيا واستخلاص تداعيات المستجدات المسجلة منذ الثامن من أغسطس في جورجيا. وتعد القمة الأوروبية الاستثنائية التي دعت إليها الرئاسة الدورية الأوروبية التي تتولاها فرنسا ثاني قمة خاصة يعقدها زعماء التكتل الأوروبي منذ آخر لقاء استثنائي لهم في ربيع عام 2003 إبان اندلاع المواجهات في العراق . وبعد خمس سنوات من الحرب الأمريكية البريطانية ضد العراق يشهد الاتحاد الأوروبي نفس الانقسامات بشأن التعامل مع المستجدات في جورجيا ويبدو منقسما على نفسه بين معسكر يحبذ نهج الليونة والاعتدال في التعامل مع موسكو ومعسكر آخر يدعو إلى التشدد وحتى إلى إلحاق عقوبات أوروبية بالشريك الروسي ودفعه نحو التراجع ليس في جورجيا فحسب بل في عدد أخر من الملفات الإقليمية والدولية. ولكن القمة الاستثنائية الأوروبية وإضافة إلى معاينتها الصعبة للملف الروسي فإنها تواجه أيضا وبشكل حاد إشكالية تحديد نهج دبلوماسي وأمني ودفاعي أوروبي أولا ومعضلة افتقاد التكتل إلى سياسة ناجعة وفعالة وعملية في مجال الطاقة ثانيا. وقبل أربع وعشرين ساعة من انطلاق أعمال اللقاء الأوروبي الذي لن يستغرق سوى بعض ساعات تخيم العديد من التساؤلات بشأن الهوامش الفعلية التي يمتلكها الأوروبيون سواء في إدارة العلاقات مع روسيا أو تفعيل التحرك الدبلوماسي الأوروبي أو تطوير آليات سياسة الطاقة المندمجة. ومنذ بداية المواجهات العسكرية بين القوات الجورجية والاستقلاليين في أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا المدعومين بقوة من قبل روسيا أبدت دول التكتل الأوروبي جبهة مرتعشة في إدارة التطورات في القوقاز ونتيجة عوامل متشعبة ومعقدة ذات طباع داخلي وخارجي. وأسفرت الإدارة المتسرعة والأحادية الجانب للرئاسة الدورية الفرنسية للأزمة وصياغة الرئيس الفرنسي لخطة سلام من ست نقاط مع روسيا دون استشارة الدول الأوروبية عن تسجيل خلافات عميقة ومشادة مستمرة إلى غاية الآن بشأن الإستراتيجية التي اتبعتها باريس. // يتبع // 1053 ت م