يواجه التكتل الأوروبي مصاعب فعلية لبلورة اتفاق الحد الأدنى بين دوله على استراتيجية مشتركة للتعامل مع روسيا. ويعقد وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرين سلسلة من الاجتماعات اليوم الاثنين وغدا الثلاثاء في لكسمبورغ تخيم عليها بشكل رئيس المصاعب التي لا تزال تعترض تطوير آليات التعامل مع موسكو وفي عدة ملفات حيوية . وقال مصدر دبلوماسي في بروكسل اليوم // ان سلوفينيا التي تتولى الرئاسة الدورية الاوروبية حاليا صاغت عدة خطوات محددة بهدف تمكين التكتل من إطلاق مفاوضات روسيا وتوقيع اتفاقية سياسة واقتصادية تشمل العديد من المجالات الحيوية// . ويتطلع الأوروبيون لإطلاق محادثات بشأن اتفاقية سياسية واسعة النطاق مع الشريك الروسي. ولكن تصاعد التوتر بشأن التجارة والطاقة والسياسة الخارجية بين بروكسلوموسكو ووقوف بعض الدول في وجه تطوير التعاون مع الكرملين يهدد بنسف جهود سلوفينيا التي تحظى بدعم ألمانيا وايطاليا ودول أخرى في تحركها للتقارب مع الروس . ويقول الدبلوماسيون // ان التوجه الحالي يتمثل في اعتماد مسودة اتفاق أوروبي تحدد الإطار المنتظر للتعاون مع روسيا على ان يتم حل الإشكاليات العالقة بين موسكو وعدد من دول التكتل قبل القمة الروسية الاوروبية المقررة لشهر يونيو القادم في سيبيريا// . وواجهت العلاقات الروسية الاوروبية حالة من الشلل التام خلال العامين الأخيرين ولم يتمكن الطرفان من التوجه الى توقيع اتفاقية متقدمة جديدة تنظم آليات التعاون والمبادلات بينهما . وتعبر روسيا المزود الأول للطاقة وتحديدا بالغاز الطبيعي للتكتل الذي يعتمد عليها بواقع الثلث في استهلاكه اليومي . وعارضت عدد من الدول الشرقية التي كانت تدور في فلك الروس أي انفتاح دون مقابل على موسكو وقادت بولندا حملة شرسة ضد روسيا داخل المؤسسات الاتحادية في بروكسل وحالات دون تطوير التعاون الروسي الأوروبي . واشترط البولنديون ان يبدي الأوروبيون تضامنا تاما معهم في ملفات الطاقة بعد ان قامت روسيا بقطع إمداداتها عن بولندا وعملت على تجاوزها عبر بناء خطوط تزويد لا تمر عبر أراضيها . ونجحت المفوضية في الآونة الأخيرة في إقناع بولندا برفع تحفظاتها ويريد الجهاز التنفيذي الأوروبي الحصول على موافقة وزراء الخارجية الأوروبيين للبدء في محادثات مع الحكومة الروسية بشأن اتفاق سياسي يغطي التعاون والتشاور بشأن سلسلة من القضايا بدءاً من الطاقة إلى سياسة التعليم والبحث العلمي وشؤون الأمن والقضاء . ولكن وبالرغم من رفع التحفظات البولندية فان مصاعب جديدة ظهرت بين روسيا ومجموعة بروكسل الاقتصادية ومن شانها ان تعيق جهود المفوضية الاوروبية . وتندرج العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي حاليا في إطار اتفاقية الشراكة والتعاون الموقعة مع حكومة الرئيس السابق بوريس يلتسين عام 1997م التي استمرت عشر سنوات وانتهت صلاحيتها في نوفمبر من العام الماضي دون التمكن من تجديدها . وبعد حل الإشكالية البولندية بدأت دولة ليتوانيا الواقعة في منطقة البلطيق تهدد حاليا باستخدام حق الفيتو على بدء المحادثات الروسية الاوروبية احتجاجا على قيام روسيا بإغلاق خط الأنابيب الذي ينقل النفط الروسي لمصفاة النقل الوحيدة في ليتوانيا . وتردد ليتوانيا أن الإغلاق الذي حدث في شهر يوليو عام 2006م بعد شهرين فقط من سماح الحكومة الليتوانية ببيع المصفاة لشركة بي كي إن البولندية كانت له دوافع سياسية . ويصر دبلوماسيو ليتوانيا أيضا على أن يضمن الاتحاد الأوروبي أيضا قضية ما يسمى بالصراعات المجمدة في منطقتي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية المنشقتين عن جورجيا في تفويضها التفاوضي مع الروس . وستخيم مجمل هذه الجوانب من العلاقات بين روسيا والتكتل الأوروبي على الاجتماعات التي سيعقدها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في لكسمبورغ نهار الثلاثاء مع وزراء الخارجية الأوروبيين. ويريد الأوروبيون توجيه رسالة طمأنة للسلطات الروسية قبل تسلم الرئيس الروسي الجديد ديمتري مديديف مهامه خلفا للرئيس بوتين و فتح صفحة جديدة من التعاون معه تنهي حالة الحرب الباردة الفعلية القائمة بينهما. لكن الخلافات الاوروبية الروسية حول سياسات الطاقة وكوسوفا وآلية التعامل مع حلف / الناتو / ستلقي بضلالها دون شك على اللقاء الروسي الأوروبي. //انتهى// 1145 ت م