تصدر عناوين الصحف الباكستانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء أنباء تطور الأحداث على المشهد الباكستاني بعد رحيل الجنرال المتقاعد برويز مشرف من القصر الرئاسي فاتحاً وراءه ملفات شائكة ومعقدة أمام الحكومة الباكستانية والأحزاب المتحالفة معها، وفي مقدمتها تسمية الرئيس الجديد، وإعادة القضاة المعزولين إلى مناصبهم للإيفاء بالعهد الذي قطعته سلفاً أمام الشعب . وأبرزت الصحف أنباء فشل زعماء الائتلاف الحاكم وللمرة الثانية بعد رحيل مشرف الاتفاق على تحديد شخصية الرئيس الجديد وحسم مسألة إعادة القضاة المعزولين إلى مناصبهم، مشيرة إلى أن فشلهم في حسم الأمر يعود إلى طمع كل حزب منهم أن يكون الرئيس من حزبه أو شخصية موالية له في الوقت الذي رأى فيه البعض ضرورة اختيار رئيس مستقل ومحايد في توجهاته ليكون رئيساً للشعب الباكستاني بمختلف أحزابه وعرقياته. ولفتت الصحف إلى أن من بين القضايا الشائكة أمام الائتلاف الحاكم هو تقرير مصير الرئيس مشرف الذي قدم استقالته بعد تزايد المطالب بضرورة محاكمته على التهم الموجهة إليه، في الوقت الذي يرى فيه البعض من داخل تحالف الحكومة أنه استقال ضمن صفقة ويجب الالتزام بها دون محاكمته. كما أوردت الصحف تأكيد أحد الزعماء السياسيين الموالين لمشرف بأن مشرف لا يعتزم مغادرة البلاد أو الرحيل إلى الخارج وأنه سيقيم في باكستان وسوف يواجه أي دعاوى قضائية ترفع ضده. وتطرقت الصحف إلى المزيد من ردود الفعل الخارجية إزاء استقالة مشرف من كرسي الرئاسة حيث عبرت الصين عن أملها في أن تتمكن باكستان من الحفاظ على استقرارها السياسي وتطورها الاقتصادي، مشيدة بالدور المهم الذي لعبه مشرف في تطوير العلاقات بين إسلام آباد وبكين، ومؤكدة أنها تعتزم الحفاظ على تعاونها مع باكستان. أما الاتحاد الأوروبي فقد أعلنت رئاسته أنها تتمنى بأن يتمكن الرئيس الباكستاني المقبل من العمل مع حكومته من أجل ترسيخ الديموقراطية في باكستان بعد استقالة برويز مشرف . بينما اعتبرت الهند بأن استقالة مشرف لن تنعكس بشكل سلبي على مسيرة السلام والعلاقات بين البلدين، معتبرة التطورات في باكستان شأن داخلي وإن كانت الهند قد أعربت عن أملها في أن تتمتع جارتها باكستان بالاستقرار السياسي والأمني والتطور الاقتصادي والتنموي. // يتبع // 0930 ت م