سلمت نيجيريا اليوم الخميس بشكل رسمي شبه جزيرة باكاسي المتنازع عليها والتي يعتقد أنها غنية بالنفط إلى الكاميرون، لتنهي بذلك عقودا من النزاع الذي دفع البلدين الواقعين غرب إفريقيا إلى الوقوف على شفا الحرب. وكانت محكمة العدل الدولية أصدرت قرارها بتسليم شبه الجزيرة في أكتوبر من عام 2002م، بعد أن رفعت الكاميرون دعوى قضائية إليها في عام 1994م. ومع ذلك، تسببت المعارك القانونية وأعمال العنف المتقطعة من جانب المسلحين النيجيريين في تأجيل التسليم النهائي لشبه الجزيرة، حيث هددت بعض الجماعات المسلحة مؤخرا بتصعيد الهجمات إذا ما تم المضي قدما في عملية التسليم. وقام النائب العام ووزير العدل النيجيري ميشيل آوندوكا بالتسليم الرمزي لشبه الجزيرة إلى وزير الدولة الكاميروني لشئون العدل موريس كامتو. وأقيمت مراسم التسليم في كالابار عاصمة ولاية كروس ريفر النيجيرية التي كانت تنتمي إليها باكاسي أثناء خضوعها للحكم النيجيري. وشهد الحدث مسؤولون بارزون من الأممالمتحدة وممثلون لفرنسا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة. وكادت أن تندلع حرب بين هاتين الدولتين عام 1981م حول شبه الجزيرة. غير أن محكمة العدل الدولية في لاهاي قضت في أكتوبر من عام 2002 بأحقية الكاميرون في هذه المنطقة وضرورة تسليم شبه الجزيرة إليها استنادا إلى معاهدة وقعت عام 1913 بين ألمانيا وبريطانيا اللتان كانتا تستعمران هذين البلدين الإفريقيين في الماضي. وفي عام 2006م، وقعت الكاميرون ونيجيريا في نيويورك اتفاقية لتمهيد الطريق أمام إتمام عملية التسليم وذلك خلال محادثات جرت بوساطة أمريكية. يذكر أن عشرات الأشخاص قتلوا في اشتباكات وقعت على مدار الأشهر الماضية خلال قيام القوات النيجيرية بتسليم باكاسي إلى الكاميرون بصورة تدريجية. // انتهى // 1923 ت م