حذرت الصحف المصرية الصادرة اليوم من خطورة استمرار الازمة اللبنانية الحالية ليس علي لبنان فقط بل علي المنطقة العربية كلها .. مشيرة الى تحذيرات القادة والمحللين السياسيين من أن هذه الأزمة يمكن أن تؤدي الي فشل القمة العربية المقرر عقدها في دمشق الشهر القادم. وقالت انه بالرغم من الجهود المكثفة التي بذلها كثير من القادة والمسئولين والتي كان آخرها الجولات المكوكية للأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى لحل الأزمة وانتخاب رئيس جديد للبنان إلا أن كل هذه الجهود والمبادرات ذهبت أدراج الرياح بسبب انعدام الثقة بين فريقي السلطة والمعارضة وتصلب كلا الفريقين في مواقفه. ورأت الصحف ان تصاعد نبرة التهديدات بالحرب وتفاقم الاحتقان في الشارع اللبناني وحدوث بعض الاشتباكات بين أنصار كل فريق من حين الي آخر زاد الموقف خطورة مما يعيد الي الأذهان الفترة المخيفة التي سبقت الحرب الاهلية المشئومة التي استمرت من عام 1975 الي عام1990 وانتهت باتفاق الطائف. وتعجبت من مطالب بعض الأطراف بتغيير هذا الاتفاق والقفز عليه بدعوي انه لم يعد يناسب الوقت الحالي وموازين القوي الحالية .. لافتة الى تهديدات بعض الاطراف الاخرى بحرب تأكل الأخضر واليابس في لبنان وكأن أحدا لم يأخذ العظة والعبرة من الآلام والمآسي التي عصفت بهذا البلد طوال أعوام الحرب الاهلية السابقة. واستغربت الصحف أن قادة تلك الفصائل المتناحرة يرون بأعينهم ويسمعون بآذانهم ليل نهار التهديدات المستمرة التي يضمرها العدو الحقيقي للبنان وهي اسرائيل التي لن تنسي بسهولة هزيمتها الأخيرة علي أيدي مقاتلي حزب الله والتي تتحين الفرصة للانقضاض علي لبنان من جديد. وتساءلت قائلة الي متي تظل هذه الأزمة التي باتت تهدد كيان لبنان وتهدد مستقبل شعبه والي متي يظل قادة الفصائل يصرون علي اجهاض كل مبادرة صادقة للخروج من هذا النفق المظلم .. مؤكدة ان الوقت حان لانتخاب رئيس جديد يلم شمل الأمة وانه لن يحدث ذلك إلا عندما يضع قادة الفصائل المصلحة العليا للبنان فوق مصالحهم الطائفية الضيقة مع الكف عن لغة التهديد والتحريض ووضع حد لهذا الوضع الخطير قبل فوات الأوان. وفي الشأن الفلسطينى انتقدت الصحف استمرار قوات الاحتلال الاسرائيلية مواصلة اغتيال ابناء الشعب الفلسطينى بدون تفرقة بين كوادر تنتمي لحماس في قطاع غزة أو لفتح في الضفة الغربية .. لافتة الى ان القادة الفلسطينيين من الجانبين واصلوا حملاتهما كل علي الآخر مستهدفين كسب الصراع السياسي بينما الدم الفلسطيني ينزف والحصار يخنق الشعب والاحتلال هو المستفيد الوحيد. وشددت على القول بان القادة الفلسطينين اهدروا مبادرات الحوار المصرية والسعودية واليمنية وترددوا في اتخاذ قرار القبول بها .. مؤكدة ان نضال الشعب الفلسطينى لن ينتصر إلا بوحدة الكلمة والفعل لا بتبادل الاتهامات واختلاق المبررات بما يخدم القوي المعادية للفلسطينيين التي تصفهم بأنهم إرهابيون مثل القاعدة وليسوا مناضلين من أجل الحرية. وقالت الصحف انه كلما واجهت إسرائيل حصارا دوليا أو أزمة نتيجة ضغوط دولية عليها بسبب الظروف غير الانسانية التي تضع فيها الفلسطينيين في الأراضي المحتلة تحاول الخروج من الأزمة بمهاجمة الدول العربية خاصة مصر ووضع اللوم علي الفلسطينيين والدول العربية بدلا من الاعتراف بالخطأ ومحاولة تحسين أوضاع الفلسطينيين في الأراضي التي تحتلها وهي الأوضاع التي لم يعد لها مثيل في عدم إنسانيتها في العالم .. مدللة على ذلك بما ردده السفير الاسرائيلي لدي الولاياتالمتحدة أمس الأول سالاي مير بان مصر مسئولة عن تهريب الأسلحة والمقاتلين عبر الحدود مع غزة. وخلصت الصحف الى القول ان السفير الإسرائيلي يهدف إلي جذب إنتباه العالم إلي ناحية أخري بعد أن وجهت الأممالمتحدة انتقادات عنيفة إلي اسرائيل بسبب الحصار الذي تفرضه علي الفلسطينيين في غزة وهو الوضع الذي وصفته الأممالمتحدة بأن اسرائيل جعلت من غزة ثالث أكبر مشكلة إنسانية في العالم. //انتهى// 1107 ت م