أدلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بحديث شامل لصحيفة فرانكفورتر الجماينة الألمانية تناول فيه حفظه الله العلاقات السعودية الألمانية والوضع الدولي في عصر العولمة ومؤتمر السلام للشرق الأوسط وجهود المملكة العربية السعودية على المستويات الإقليمية والدولية بالإضافة إلى القضايا العالمية وفي مقدمتها الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط ودور المملكة على مختلف الصعد. وفيما يلي نص حديث خادم الحرمين الشريفين رعاه الله :- سؤال : مع بداية رحلة جلالتكم إلى ألمانيا. كيف ترون جلالتكم ألمانيا ، وماذا تتوقعون من ألمانيا سياسيا واقتصاديا ، هل يشكل تاريخ ألمانيا عبئا على صورتنا في العالم ؟ جواب : ألمانيا دولة ذات تاريخ وحضارة إنسانية عريقين ، ومنارة إشعاع فكري ، يحق لشعبها أن يفتخر بها , ومن غير المنطق أن تُختزل صورة ألمانيا وتاريخها ، أو يؤخذ شعبها بجريرة حقبة زمنية مظلمة عاشتها ، كان الشعب الألماني هو ضحيتها الأولى ، كما وأن العالم برمته عانى من جرائم هذه الفترة. وأعتقد أن ألمانيا استطاعت أن تتجاوز هذه المرحلة التاريخية لتعود دولة كبيرة بمكانتها السياسية والاقتصادية وتساهم بجهد كبير في دعم الأمن والسلم الدوليين والتنمية البشرية ، وهذا ما لمسناه من خلال عضويتها وترؤسها مؤخرا للاتحاد الأوروبي ، وقد شهدت هذه الفترة تنسيقا وتشاورا مستمراً على صعيد جهود حل الأزمات التي تعيشها منطقتنا من جانب ، ومن جانب آخر على تعزيز أطر التعاون الاقتصادي والثقافي المشترك بين بلدينا. سؤال : عن مركز الثقل في عالم ينتقل حالياً من غرب أوروبا إلى آسيا ، ومن المتوقع أن يكون القرن الحادي والعشرين هو قرن / الصين / هل يمكن أن يكون أيضاً هو / قرن العرب / ؟ جواب : أعتقد أن عصر العولمة الذي نعيشه الآن استطاع أن يلغي جميع الحدود السياسية والاقتصادية والثقافية بين جميع دول العالم ، وبتنا كأسرة دولية نعيش في عالم يتجاوز في مفاهيمه الحدود الجغرافية ، ويؤثر ويتأثر بعضه البعض مهما تباعدت المسافات وتعددت الثقافات. وهو الأمر الذي أضحى يستوجب منا تعزيز التعاون المشترك لتحقيق التنمية البشرية التي تظل هدفنا جميعا ، والعرب مؤهلون دون شك بما لديهم من مخزون حضاري ، وثقافة عريقة ، وإمكانات بشرية ومادية لأن تكون مشاركتهم وإسهامهم في عالم القرن الواحد والعشرين مشاركة وإسهاما محسوسا وهاما وأساسيا. // يتبع// 1426 ت م