يمثل منزلا الرفاعي الأثريان بجزيرة فرسان معلما أثريا بالجزيرة لما يتميزان به من المهارة الفنية والمعمارية. ويأتي المنزلان نتيجة لعصر ازدهار تجارة اللؤلؤ بجزيرة فرسان فظهر في فترات سابقة مجموعة من الأثرياء الذين قادتهم التجارة إلى تسويق اللؤلؤ في بلدان الشرق وبخاصة في الهند التي كانت سوقا رائجة للؤلؤ فكان لمشاهدات أولئك التجار للفنون الشرقية والنقوش الموجودة على المباني في تلك البلاد أثرا على فكرهم الحضاري والمعماري فنقلوا تلك الأفكار إلى جزيرة فرسان فانعكس ذلك على عدد من منازل أولئك الأثرياء بالجزيرة وبخاصة منزلي الرفاعي الذي تعود ملكية أحدهما للسيد أحمد المنور الرفاعي والآخر للسيد حسين بن يحيى الرفاعي . وتضم خامات بناء المنزلين الحجارة المتواجدة بالجزيرة بحكم أنها شعاب مرجانية تمثل صخورا كلسية قابلة للتشكيل مما أتاح للبنائين التحكم في فنيات البناء بالإضافة إلى خام الجص والذي توجد مناجمه بفرسان حتى اليوم والذي تم استخدامه بطريقة بدائية بواسطة حرق صفائح الجص ثم طحنه بواسطة الهراوات ليصبح ناعم الملمس ويعمل على شكل خلطات لتلييس الجدران وبعد مضي فترة طويلة يصل لمرحلة الجفاف نوعا ما فيسهل تشكيله والنقش عليه الى جانب المواد التي تم جلبها من بعض البلدان مثل لوحات العاج والزجاج الملون والأخشاب الثمينه والاستعانة ببنائيين معماريين مهرة واصحاب خبرة فنية عالية . ويزين منزل المنور الرفاعي الذي تم الإنتهاء من بنائه في العام 1341ه أحزمة من الداخل حفرت عليها كتابة الآيات القرآنية وطليت بطلاء ذهبي اللون وأحزمة أخرى من الخشب على جدار المنزل من الخارج تمثل شرائح نحتت عليها آيات قرآنية إلى جانب بعض الصور لصاحب الدار وبعض اصدقائه في كل من بريطانيا وفرنسا . وكانت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أل سعود حفظه الله قد صدرت خلال زيارته لمنطقة جازان العام الماضي على تحويل المنزلين الأثرين والأراضي المحيطة بهما إلى مركز ثقافي يشتمل على مكتبة عامة مما يعد حدثا بارزا في تاريخ الجزيرة المعروفة بكونها جزيرة الشعراء مما يسهم في تشجيع المثقفين وتحقيق مزيد من الازدهار للحركة الثقافية بجزيرة فرسان . // انتهى // 0937 ت م