ركزت الصحف المصرية الصادرة اليوم اهتمامها على ردود الفعل التي اثارها القرار الذي اتخده مجلس الشيوخ الأمريكي في سبتمبر الماضي بتقسيم العراق الي ثلاثة كيانات على اسس طائفية مطالبة كل الكتل السياسية والطوائف العراقية أن تتوحد وتنسي خلافاتها وأن تتخذ من الاجراءات التشريعية الفعلية وبسرعة لكي تمنع وقوع هذا الخطر الذي لن يدمر العراق فحسب وإنما الأمة العربية بأسرها. ونوهت الصحف في هذا الاطار باعلان الدول العربية رفضها للقرار معربة عن اعتقادها بأنه بالرغم مما قيل من أن القرار غير ملزم وأن إدارة الرئيس الأمريكي /جورج بوش/ ترفض القرار أيضا إلا أن كل المؤشرات تشير إلي أن التقسيم علي وشك التنفيذ فالأكراد في الشمال يمارسون الاستقلال فعلا ووصل الكيان الكردي في شمال العراق حاليا الي ان أصبحت له حكومته المستقلة وبرلمانه المستقل وعلمه المستقل كما أن عمليات التطهير العرقي تسير علي قدم وساق وذلك بنزوح السنة من مناطق ومدن الشيعة ونزوح الشيعة من الأحياء والمدن السنية بحيث أصبح السنة يتركزون في الوسط والغرب والشيعة في الجنوب والأكراد في الشمال. وقالت أنه وبهذا يصبح من السهل عمليا تنفيذ عملية التقسيم تحت مظلة حكومة فيدرالية محدودة الصلاحيات مقرها بغداد تتولي مسئولية أمن الحدود وتقسيم عائدات النفط استنادا الي نصوص الدستور العراقي نفسه التي نصت علي مبدأ الدولة الاتحادية ومبدأ الفيدرالية محذرة من أنه لو قدر لهذا المخطط ان يتحقق فإن آثاره السلبية وتداعياته الخطيرة ستفوق كل ما لحق بالأمة العربية من نكبات ونكسات وكوارث. ودعت في هذا الاطار الى ضرورة تحرك جامعة الدول العربية وأن تعقد اجتماعا طارئا لمواجهة الموقف مؤكدة أن الرفض في مثل هذه الأمور المصيرية لايكفي وإصدار البيانات لن يقدم ولن يؤخر حيث أن القضية الآن هي وحدة وسلامة واستقلال العراق الموحد تحت راية الدولة المركزية. وفي الشأن الفلسطيني قالت الصحف المصرية ان ايهود اولمرت رئيس وزراء اسرائيل عاد إلي ترديد نغمة الاستعداد لتقديم تنازلات مؤلمة من أجل تحقيق السلام مع الفلسطينيين وهي النغمة التي عزفها قبله زعماء اسرائيليون لم يقدموا للشعب الفلسطيني الا سفك الدماء والتدمير وسوق نحو 11 ألف فلسطيني إلي المعتقلات الاسرائيلية وسجن بقية الشعب وراء الجدار العنصري العازل. وشددت على ان الشعب الفلسطيني لا يساوم علي حقوقه الشرعية وفي مقدمتها كامل الأرض المحتلة عام 67 وخاصة القدسالمحتلة وعودة اللاجئين الذين شردتهم اسرائيل وانتزعت منهم أرضهم وممتلكاتهم وسرقت أحلامهم التي جاء / أولمرت / بعد ستين عاماً ليطالبهم بالتنازل عنها مشيرة الى ان هذا هو موقف الشعب الفلسطيني الذي يجب ان يعبر عنه المتحدثون باسمه في المفاوضات الجارية مع اسرائيل الان وفي المستقبل. وفي الشأن السوداني قالت الصحف المصرية أن مصداقية الوسطاء في اي صراع وارتباط ذلك بمدى وقوفهم علي مسافة واحدة من مختلف اطراف الصراع هو المبدأ الذي تنتهجه مصر في التعامل مع قضية اقليم دارفور السوداني مؤكدة أن أهمية استقرار السودان بالنسبة للامن القومي المصري ليست محل تساؤل. // انتهى // 1239 ت م