أكدت الصحف المصرية الصادرة اليوم ان إسرائيل لم تدرك حتي الآن ان خيار القوة قد فشل وان النيران وآلة القتل والترسانة العسكرية الضخمة انكشفت ولم تعد اسطورة الذراع الطويلة تجد تسويقها في ساحة الصراع وعلي الساحتين الإعلامية والدبلوماسية . وقالت ان المراقبين يحتارون في سر فهم العربدة التي تواصلها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني وإطاحتها بكل الجهود التي تبذلها اطراف اقليمية ودولية لتوفير مناخات ملائمة لاعادة الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني إلي مائدة المفاوضات ولإنجاح مؤتمر الخريف مشيرة الى ان هناك اصواتا في إسرائيل قد بدأت تتحدث عن احتمالات تأجيله لاسباب تتعلق بعدم إعلان مبادرة مع الجانب الفلسطيني. وأضافت بقولها ان مثل هذه الالاعيب الإسرائيلية لم تعد تجد من يصدقها في العالم خاصة وان الاسرة الدولية اكتشفت أن اسرائيل هي المسئولة عن كل العراقيل والعقبات امام أي تسوية تاريخية تنهي الصراع وتمنح الشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة علي ترابه الوطني ولكن اسرائيل ترفض ان تنهي الصراع. ورأت الصحف المصرية ان طريق السلام واضح وحقوق الشعوب لا تسقط بالتقادم والفوز بالارض والسلام مستحيل مشيرة الى ضرورة تشكيل جبهة فلسطينية موحدة قبل مؤتمر السلام وعلى الرئيس الفلسطينى العمل من اجل ذلك خاصة وانه قال انه سيشارك في المؤتمر ويتزعم التفاوض مع أولمرت رئيس وزراء إسرائيل وان يتأكد تماما من وحدة الصف والهدف بين كل الفصائل الفلسطينية ليؤكد ان المؤتمر من اجل قضية فلسطين وليس لتصفية القضية الفلسطينية. وتطرقت الصحف كذلك الى اتفاق الرئيس الفلسطيني محمود عباس وإيهود أولمرت أخيراً علي قيام مجموعات فلسطينية وإسرائيلية اعتبارا من اليوم بصياغة مشروع وثيقة مشتركة يتضمن المبادئ التي ستجري علي أساسها محادثات السلام عقب المؤتمر الدولي امريكي الدعوة والمقر المزمع انعقاده أواخر الشهر القادم. وقالت انه كان متوقعا ومطلوبا من الجانب الفلسطيني التوصل لهذه المبادئ قبل انعقاد المؤتمر ولكن إسرائيل كعادتها لجأت للتسويف واستعادة فكرة المفاوضات التي تؤدي إلي مفاوضات دون أن تلزم نفسها بشيء بل علي العكس تحقق مكاسب أقلها تثبيت الأوضاع غير الشرعية علي الأرض والاستمرار في الضغط العسكري والاقتصادي والمعنوي علي الشعب الفلسطيني بهدف إرغامه علي التنازل عما يحق له لمن لا يستحق وكذلك الاستمرار في المحاولات الإسرائيلية المؤيدة أمريكيا للتطبيع مع الدول العربية المعصومة حتي الآن. وشددت الصحف المصرية على إن لعبة المفاوضات المجدية لإسرائيل لا تحقق للجانب الفلسطيني إلا قطع الطريق علي أي حوار يستهدف استعادة وحدة الصف الفلسطيني بل يشعل الصراع القائم حاليا ويضيف إليه وقود الاتهامات بالعمالة أو التفريط في الحقوق الوطنية علي مائدة مفاوضات بلا نهاية. وفي الشأن السوداني اعتبرت الصحف ان اكتمال مسيرة السلام في جنوب السودان يستوجب الحرص والتريث من جانب الحركة الشعبية لتحرير السودان وعدم الاندفاع تحت ضغط التوتر والغضب إلي اتخاذ اجراءات متسرعة تؤدي إلي مزيد من التوتر أو قطيعة مع حزب المؤتمر الوطني الشريك الأكبر في الحكومة السودانية مشيرة الى ان حل هذه المشكلة لايتم بتصعيد التوتر ولا بالانسحاب من الاتفاقية ولا اللجوء إلي أطراف خارجية للمساعدة وإنما بالبحث عن بدائل وتقديم الإقتراحات للتغلب علي المشكلات التي تعترض التنفيذ. وخلصت الى انه في الوقت نفسه علي الحكومة السودانية وحزب المؤتمر أن يأخذا القلق والغضب الجنوبي مأخذ الجد وأن يسعيا إلي الإسراع بتنفيذ بنود الاتفاقية في مواعيدها وتوضيح اسباب التأخير في التنفيذ إذا اضطرت إلي ذلك حتي يمكن تفهم الأمر وتقبله من جانب الحركة الشعبية وحكومة الجنوب. // انتهى // 1101 ت م