نظمت الليلة الماضية بحضور معالي محافظ الطائف نائب رئيس اللجنة العليا المنظمة لمهرجان سوق عكاظ السياحي الثقافي الاول لعام 1428ه فهد بن عبدالعزيز بن معمر ندوة عكاظ / الرمز والتاريخ / ضمن البرنامج الثقافي للمهرجان وذلك بموقع السوق في العرفاء. وشارك في الندوة التي تناولت محاورها الناحية الاثرية لعكاظ قبل الاسلام وبعده والناحية التاريخية والجانب الادبي للسوق كل من الدكتور عبدالرحمن الانصاري والدكتور ناصر الرشيد والدكتور خليل المعيقل وأدارها الدكتور عثمان الصيني الذي اشار في بداية الندوة الى ان عكاظ كان في هذا المكان ثم أصبح تاريخا نقلته لنا بطون كتب التاريخ والادب ثم تحول الى رمز تاريخي عاش في وجدان من يتكلم لغة الضاد أويعشقها أو يهتم بها. وقال // عاش عكاظ تاريخا لسنين طويلة وتحول هذا التاريخ عندما بدأت الدراسات الجادة عن عكاظ وليست النقول من كتب التراث وتضمن سوق عكاظ وموقعه وجانب الاثار الذي تمثل في الدراسات الميدانية وبعض الحفريات //. واضاف ان الرمز تحول بعد ان كان مجرد رمز وجداني أوعاطفي يرتبط بالدراسات الى ان أصبح رمزا تتعلق به القلوب ليرتبط بالمكان كما ارتبط قبل ذلك بالقرآن . وبين الدكتور الصيني ان الناس اهتموا بعكاظ في كل مكان واصبح يدرسه الدارس سواء في الدول العربية او في اقسام اللغة العربية في الدول الاخرى وتحول رمزا وجدانيا في الفترة الاخيرة بحيث ان اي انسان يتكلم العربية لا يقبل ان يمس عكاظ اي شيء . من جانبه عرف الدكتور الانصاري عكاظ بانه المعرض العربي العام ومجمع لغوي أدبي رسمي له محكمون تضرب عليهم القباب فيعرض شعراء كل قبيلة عليهم شعرهم وأدبهم فما اقروه هو الجيد وما عدا ذلك هو الزايل مبينا انه ما ان ينطق الحكم بحكمه حتى يتناقل اولئك الرواة القصيدة الفائزة فتسير في انحاء الجزيرة وانجادها . واوضح انه ياتي الى هذا السوق التهامي والحجازي والنجدي والعراقي واليماني والعماني وسائر اطراف الجزيرة العربية وهي السوق التجارية والصناعية الكبرى لاهل الجزيرة حيث يحمل اليه من كل بلد تجارته كما يحمل اليه ادبه بالاضافة الى انه معرض للكثير من العادات والتقاليد العربية . وابان ان هذا السوق يقوم في شهر ذي القعدة من اول يوم وحتى العشرين منه بعدها تبدا سوق مجنة حيث يتجه اليها الناس فاذا اهل ذي الحجة انقطع الناس من مجنة الى ذي المجاز قرب عرفة وبقوا فيها حتى يوم التروية . واشار الى ان المجتمع العربي باتحاده في هذا الاسواق اصبح افراده حكماء في العدل وفي القول وفي العمل وفي التفقه في الاسلام بعد ان اجتمع النبي صلى الله عليه وسلم بقس بن ساعده في عكاظ وبذلك بدات تظهر في الجزيرة العربية ارهاصات الدعوة المحمدية لافتا ان العرب استطاعوا في تلك الحقبة من الزمن تكوين سوق عربية مشتركة مدار العام على امتداد الجزيرة العربية . وتمنى الدكتور الانصاري ان يعود هذا المكان الى ماكان عليه وأن يدعى الي هذا السوق شعراء العرب عامة من أقطار العالم العربي لينشدون شعرهم في عكاظه. // يتبع // 1138 ت م