بدأت الهجرة تكتسب ثقلا وحضورا في الحياة الاسبانية رغم حداثة هذه الظاهرة في هذا البلد الأوروبي وذلك بعدما كشفت تقارير حكومية أن منصبي عمل من أصل ثلاثة سنة 2006 يشغلهما مهاجرون. وتعد اسبانيا بلد حديث الهجرة مقارنة مع باقي الدول الأوروبية مثل فرنسا وبريطانيا وهولندا لكن أصبح للهجرة وزن جلي للعيان فبعدما استطاعت اسبانيا أن تعوض الخلل الديمغرافي التي عانت منه طيلة العقدين الأخيرين أصبحت أكثر شبابا بفضل الهجرة انتقل التأثير الايجابي الى المجال لااقتصادي. وبين تقرير حكومي صدر عن بنك اسبانيا أن اسبانيا استطاعت خلال سنة 2006 إيجاد 687 ألف وظيفة وأن ثلثي المناصب كانت من نصيب المهاجرين واعتبر التقرير أن مساهمة المهاجرين في قطاع العمل أصبح ركيزة من ركائز النمو الاقتصادي وأن الكثير من القطاعات الاستراتيجية مثل الزراعة والسياحة والبناء لولا المهاجرين لتراجعت. ويبرز تقرير أن هناك أزمة في اليد العاملة في اقليممدريد حيث يتم التفكير في التعاقد مع عشرات الآلاف من المهاجرين لتغطية العجز الحاصل في هذا الشأن. وفي الوقت نفسه لا تقتصر مساهمة المهاجرين فقط على الانتاج بل تحولوا الى مستهلكين بامتياز ويبرز التقرير أن المهاجرين اقتنوا 400 ألف سيارة بين الجديدة والقديمة السنة الماضية كما أن المهاجرين اقتنوا السنة الماضية 140 ألف منزل. وأبرز تقرير آخر صادر عن بنك لكايشا أن واحد من أصل ستة مهاجرين يراهن على الأعمال الحرة وينشيء شركات صغيرة مما يعزز من وجود طبقة متوسطة من المهاجرين. التقرير يؤكد أن اسبانيا باحتضانها لجاليات متعددة وصلت في ظرف وجيز الى أربعة ملايين ونصف مليون مهاجر تساهم في تنمية دول هؤلاء المهاجرين حيث بلغت التحويلات المالية لهؤلاء سنة 2006 قرابة 9 مليار دولار ومن المحتمل أن تسجل في نهاية السنة الجارية تسعة ملايير يورو. // انتهى // 1623 ت م