واضاف فضيلته // وثمة عنصر اخر وهو عنصر الهمة نحو بلوغ العزة والرفعة والتمكين في الارض من خلال السعي الصادق لبث دين الاسلام والتمكين له والاعلاء لكلمة الله في ارضه وعمارتها بالعدل والقسط وان ايات القران واحاديث النبي صلى الله عليه وسلم حافلة بذكر ذلكم داعية اليه جاهرة بالحض عليه حاذرة عليهم ان يستكينوا او يتخاذلوا او يتوانوا في المفروض والقيام به ان كل الرزايا التي تحل باقطار المسلمين وتضع من اقدارهم ماكان قاذفهم ببلائها الا افتراقهم وتدابرهم الذي نهاهم الله عنه ورسوله صلى الله عليه وسلم ولو انهم ادوا تلك الحقوق لما كان للغريب مجالا ان يمزق شملهم كل ممزق //. وتساءل فضيلته قائلا // هل يود المسلمون ان يعمروا مئات السنين في الضعف والدون وهم يعلمون ان ازدراء الحياة وزخرفها هو دليل النفس المؤمنه ايرضى المسلمون وقد كانت كلمتهم هي العليا ان يضرب عليهم الخوف والجوع او ان يقذف في قلوبهم الرعب وتبلغ قلوبهم الحناجر ويظنون الظنونا وان يستبد في ديارهم من هو اجنبي عنهم ليس من دينهم ولا هم من دينه او من لايرقب فيهم الا ولا ذمة بل اكبر همه العبث والتشريد والتفريق والقتل والظلم حتى يخرجهم من اوطانهم التي خلقوا فيها وربوا على ترابها //. وبين فضيلته ان الوحدة والتطلع الى الغلبة وصدق الرغبة في حفظ حوزة الاسلام صفات كامنة في نفس كل فرد ومجتمع مسلم الا من شاء الله بيد انهم دهاهم مايلهيهم عن استصحاب ذلكم واستصحاب حكمه فذهلوا عن سماع اصوات الساعين الى العدل والى الحق فسهوا وتاهوا وسط زوابع الدنيا وزخارفها الزائلة حتى اصبحوا يطلبون العون وهو معهم ولكنهم لايهتدون اليه سبيلا مؤكدا انه على الجميع ان يدرك حجم عداوة من لايحبنا ولايهمه امرنا وان ندرك السبل والوسائل التي يتربصنا بها عدونا وان نذكي محلها الوسائل الايجابية مع الرجوع لله والعزيمة والتغلب على الهوى والرغبة الشخصية وتقديم مصلحة الاسلام والمسلمين على كل مصلحة دونها . واشار فضيلته الى ان ادراك حجم الوسائل التي يحاربنا بها اعداء ملتنا وديننا لهو من الضرورة بمكان وان لايضيق فهمنا على تفسير قوتهم وغلبتهم بوسيلة الحرب فحسب فتلك نظرة ضيقة وفهم قاصر لهذا الواقع المؤلم بل لقد تعدى مدى الوسائل حتى شمل افاقا متعددة نراها في الثقافة والاعلام والفكر بل أضحت الكلمة والصورة والخبر والصحيفة والبث الفضائي أدق الوسائل الى غاياتهم المرسومة إذ تفتك بالامة فتك السهام. واوضح فضيلته ان مستقبل المسلمين ينبغي ان يزرع في بلادهم وعلى ارضهم بكدهم واخلاقهم وان يكفوا عن صفات التسول بكل صنوفه في طاقاتهم ومقدراتهم واعلامهم وثقافتهم وان لا نضيع في تيه العقل الشحاذ فنتنحى حينئذ عن القيادة والريادة . // يتبع // 1439 ت م