اوصى امام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور سعود الشريم المسلمين بتقوى الله سبحانه اذ بها المغنم وعليها المعول والمعتصم. وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي القاها بالمسجد الحرام // ان الهيمنة لنزعة الشهوة والاثرة وحب الدنيا وكراهية الموت قد ولدت في كثير من كوادر المجتمعات المسلمة قسط وافر من القنوط واليأس وذوبان الامل والشعور المستحكم ان سيادتها في الارض وريادتها فيها نوع استحالة والقناعة بمثل ذلك لونا من الوان الرضا بالواقع والاستسلام للمستجدات والمدلهمات ايا كان نوعها حتى لو كان فيها ظلم الانسان وقهره واهدار كرامته مع ان حقيقة الاسلام وواقعة يؤكدان ان لا انفصال بين العمل للدنيا والعمل للاخرة انما هناك تنظيم دقيق يجعل همة الانسان المسلم والمجتمع المؤمن في ان يتولى القيادة ويمسك بالزمام فلا هي رهبانية تقتل نداء الفطرة ولا هي مادية جوفاء تتجاهل سناء الروح وتطلعاتها الى الرفعة //. واضاف يقول // ان الله جل شأنه سخر آفاق السماء وفجاج الارض وجعلها في خدمة الانسان ليعمر ارضه ويخلفهم فيها بالاصلاح والعبودية له وحده وليكون عزيزا مطاع لاذليلا مهانا ولذا فان هذا التسخير الالهي لم يكن عبثا بلا حكمة ولا نعمة لاتقتضي شكرا يشاهد على ارض الواقع من خلال اقامة شرع الله في ارضه واعلاء كلمته لتكون هي العليا على هذه البسيطة ومن هذا المنطلق كان لزاما على امة الاسلام ان تدرك امرين عظيمين وهما الائتلاف والتاخي بلا تفرق واختلاف وعلو الهمة لبلوغ الارض في الرفعة والريادة دون استكانة لغير الله سبحانه وتعالى وبهذا تنمو الامم وتسود // . ولفت فضيلته النظر إلى ان من تصفح تاريخ الامم والشعوب وتأمل واقعها من خلال كتاب الله وسنة رسوله ومصادر التاريخ وجد ان حظ الامم والشعوب من الوجود على مقدار حظها من الوحدة ووجد علو مبلغها من العلو والهيمنة على قدر تطلعها الى التمكين في الارض لاثبات وجودها وانه ما انحرف قوم عن بلوغ ماذكر والهاهم لما بين ايديهم واوقفهم على ابواب ديارهم ينتظرون طارقهم بالسوء الا بعد مابلوا بالاختلاف والافتراق ودنو الهمة والرضا بالحياة الدنيا من الاخرة . وأكد ان الاتحاد والاتفاق تقارب يحدثه شعور كل فرد من افراد امة الاسلام بما ينفعها وما يضرها شعور يبعث كل واحد منا على التفكر في احوال امته ويجعل لهذا التفكر جزءا من همه وان لايكون هذا الفكر اقل من همه لمعاشه ورزقه وفكر يتبعه عمل وعزيمة ولهذا جاء حث النبي صلى الله عليه وسلم على التماسك والتاخي بين المؤمنين . // يتبع // 1437 ت م