أكدت الصحف المصرية الصادرة اليوم ان حكومة اسرائيل الحالية بزعامة ايهود أولمرت تحاول كسابقاتها من الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة القفز فوق القضية الأساسية في صراع الشرق الأوسط وهي قضية الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية في فلسطين وسوريا ولبنان إبان عدوان 1967م واستعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها اقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس العربية المحتلة وحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة لديارهم. واوضحت ان العرب قدموا مبادرة حقيقية للسلام في قمة بيروت 2003 ولكن إسرائيل في عهد حكومة ايريل شارون سارعت برفضها لأنها تتصدى لقضية الاحتلال وتحسمها بمبدأ الانسحاب الكامل مقابل التطبيع الشامل مع كافة الدول العربية وجاء أولمرت ليعرض أخيرا الاجتماع بمن اسماهم قادة الدول العربية المعتدلة للاستماع اليهم متجاهلا أن القادة العرب جميعهم قد قالوا مالديهم في المبادرة وأن الكرة في الملعب الإسرائيلي تنتظر قبول هذه المبادرة ولو أساسا لمفاوضات إيجابية. ورأت انه يمكن النظر الى ما أعلنته في دمشق أمس نانسي بيلوسي زعيمة الأغلبية الديمقراطية بمجلس النواب الأمريكي عن عرض إسرائيلي على سوريا للدخول في مفاوضات سلام. وشددت على إن أولمرت يعرض السلام على كل مسار مناورا ولاعبا على وتر أن هذه المسارات قد تتقاطع وتتصادم وتمنحه من الوقت والمساحة ما يحقق به لاسرائيل أطماعها في ابتلاع الأراضي المحتلة أو معظمها دون أن تدفع لها ثمنا خاصة في مجال التطبيع الذي يكون مجرد التفاوض جسرا إليه مبينة أن التمسك بالمبادرة العربية دون تعديل أو مساومة يحبط مناورة إسرائيل أولمرت ويكشف عروضها الزائفة للسلام. وقالت الصحف المصرية ان الزيارة التي قامت بها رئيسة مجلس النواب الامريكي الى دمشق على رأس وفد كبير ومقابلتها للرئيس بشار الاسد تمثل كسرا لطوق الحصار والعزلة التي ارادت الادارة الامريكية فرضه علي سوريا تحت كثير من الحجج والذرائع المشكوك في صحتها مثل دعمها للتمرد في العراق والسعي لاضعاف حكومة فؤاد السنيورة في لبنان ودعم ما تصفها واشنطن بالمنظمات الارهابية مشيرة الى ان بيلوسي أصرت علي زيارة سوريا رغم انف البيت الابيض والرئيس جورج بوش ورغم رفض الادارة الامريكية المتكرر لهذه الزيارة ووصفها بأنها فكرة سيئة لن تؤدي الا الى تعزيز موقف المتشددين في المنطقة. واضافت تقول ان بيلوسي اكدت ان زيارتها تأتي في اطار الثوابت الامريكية وبما لا يلحق اي ضرر بالمصالح الامريكية في المنطقة الا ان المؤكد ان تلك الزيارة تعكس تحولا في فهم السياسيين والدبلوماسيين الامريكيين لما يجري على ساحة الاحداث في الشرق الاوسط كما ان الزيارة تؤكد ادراكا ولو انه جاء متأخرا بأن سياسة فرض الحصار والعزلة على الاطراف المعنية الفاعلة في المنطقة لن تؤتي ثمارها بل ربما تؤدي الى نتائج عكسية. وخلصت الصحف الى ان هذا الفهم الجديد يعني ادراك صانع القرار الامريكي بأن حل الكثير من القضايا الساخنة لن يتم الا بالحوار مع كل الاطراف مهما اختلفت مواقف الادارة الامريكية مع هذه الاطراف وفوق كل هذا فان لجنة تقييم الوضع في العراق التي رأسها جيمس بيكر انتهت الى توصيات عدة كان من بينها ضرورة فتح حوار مع سوريا وايران اذا كانت واشنطن جادة في البحث عن مخرج من ورطتها في العراق وهو ما فعلته بيلوسي بالضبط رغم محاولات المتشددين في ادارة بوش المزايدة عليها واتهامها بخرق الحصار على ما يصفونها بالنظم المارقة. // انتهى // 1112 ت م