يحكم على الكتاب بانه قديم لاعتبار تاريخ الطباعة أو مضمونه النصي المرتبط بفترة زمنية تأطرها ابعاد اجتماعية وسياسية وثقافية في حين أن مصادر الكتاب المستعمل تتعدد في الوقت الراهن مما زاد من رواج بيعه في مختلف المجتمعات . وطرقت ندوة خصصة مساء اليوم عن الكتاب المستعمل ضمن النشاط الثقافي المصاحب لمعرض الرياض الدولي 2007 م شارك فيها عضو هيئة التدريس بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية ومهتم في جمع التراث المخطوط الدكتور عبدالعزيز المشعل والكاتب ناصر الحزيمي . وفي بداية الندوة أوضح الدكتور المشعل في ورقته أن الكتاب القديم اسهم في تلاقح ثقافي عبر سنوات طوال ساعدت في التقارب الحضاري بين الأمم . وأبان أن مصادر الكتاب القديم هي دور العبادة من مساجد وجوامع وغيرها والمكتبات الخاصة للسلاطين والتجار والمفكرين والمثقفين وطلاب العلم اضافة الى المكتبات الاثرية والاسواق الشعبية والمكتبات الاجنبية اذ تحتضن كتب موغلة في القدم . وتحدث عن دور الاسواق الشعبية في نشر الكتب القديمة وباسعار زهيدة اذ يباع خلالها مكتبات خاصة ومجموعات وعادة ما يكون للجهل دور في بيعها باسعار لا تقاس بقيمتها الادبية والعلمية مشيرا الى أن من أبرز الاسواق الشعبية للكتاب شارع المتنبي ببغداد وسوق الازبكية بالقاهرة وسوق الصحافة باسطنبول . وأفاد بان الكتاب مر بمراحل بدءً من مرحلة النهضة عندما قامت الطباعة في القرنين / 14 و 15 / الميلاديين واسهمت في تنامي اعداد الكتاب وصولاً الى القرن العشرين حيث زادت من ازدهار الكتاب من خلال رواج المطابع وظهور تجارة الكتب وتوسع دور التعليم وانشاء المكتبات الحديثة مؤكداً أن هذا الاهتمام في تزايد في الحاضر والمستقبل بفضل التقنية والتطور التكنولوجي اضافة الى أن القوة الشرائية لدى افراد المجتمع عامل مساعد في اقتناء الكتاب مؤكدا أن مستقبل الكتاب القديم مرهون بالظروف الاقتصادية والحضارية . من جانبه تحدث الكاتب الحزيمي عن تجربة في جمع الكتاب المستعمل التي خصص لها جزء كبير من اهتمامه منذ فترة السبعينيات الميلادية عن طريق الاسواق الشعبية داخل وخارج المملكة وعبر شرائها من طلاب العلم والمهتمين . وأكد أن الكتب القديمة أو المستعملة تتضمن شروحات وتعليقات نفيسة مدونة بين دفتيها من اصحابها الاوائل التي تفيد القارئ الاخر باستثناء بعض التعليقات والارقام أو العبارات الغير مهمة . وأفاد أنه مع مطلع التسعينيات الميلادي ظهرت في بعض مناطق المملكة محلات لبيع الكتب المستعملة باسعار قليلة وتضمنها توقيعات اصحابها وعبارات الاهداء مشيرا الى أن الندرة ليست فقط في تاريخ طباعة الكتاب بل في ندرة الكتاب التي تحكمه عدد النسخ المطبوعة في وقته . وأفاد ان ما طراء على الكتاب القديم حالياً هو دخول هواة جمع المقتنيات هذا المجال مما اوجد مزادات تبيع باسعار باهضة عاداً الكتاب المستعمل قراءة لنبض المجتمع عبر رصد حركته الثقافية والمعرفية في وقت معين . واختتم طرحه بالحديث عن مشاكل الكتاب المستعمل من خلال تردي النسخة لسوء التخزين أو العيوب المطبعية أو فقدان صفحات وتلف الاغلفة . // انتهى // 2021 ت م