انطلقت في بروكسل مساء اليوم أعمال قمة قادة دول الاتحاد الأوروبي الخمس والعشرين والتي تستغرق أربع وعشرين ساعة وتخيم عليها العديد من الإشكاليات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية . وتمثل القمة اللقاء نصف السنوي العادي للاتحاد الأوروبي وهي أخر قمة تديرها فنلندا قبل تسليها الرئاسة الدورية إلى ألمانيا. ويرأس أعمال القمة رئيس الوزراء الفنلندي ماتي فانهانان. ويواجه الاتحاد الأوروبي حاليا مصاعب في التعامل مع الملفات الرئيسة الأربع المطروحة أمام القمة والتي يعمل قادة الاتحاد على تجاوزها. وتثمل إستراتيجية الاستمرار في تمدد الاتحاد وتوسعه على دول جديدة التحدي الرئيس الأول للقادة الأوروبيين حيث وأمام تصاعد عزوف الرأي عام عن التوجهات الرسمية المعلنة بالاستمرار في قبول أعضاء جدد فان عدة دول أوروبية باتت تطالب بمراجعة جذرية لإستراتيجية التوسع. وتطالب هذه الدول ومنها النمسا والدنمرك الى جانب فرنسا وهولندا التي أعلن مواطنوها رفضهم للدستور الأوروبي بسبب انعدام وضوح الرؤيا بشان تمدد الاتحاد بمراجعة فعلية لما يعرف بقدرة الاستيعاب الأوربية ورسم حدود نهائية لنادي بروكسل. ولا تمثل الإشكالية التركية في هذا السياق سوى جانب بسيط في معادلة تعاطي الاتحاد الأوروبي مع ملف ضم دول جديدة اليه حيث تقرع دول البلقان وأوكرانيا ومولدافيا في بشكل ملح الباب للانضمام الى العائلة الأوروبية وما يمثله ذلك من تداعيات في المستقبل. واتفق وزراء الخارجية الأوروبيون الاثنين الماضي على تعليق المفاوضات مع تركيا في خطوة لتجنب تسجيل مواجهة بشان المسالة التركية خلال القمة التي انطلقت أعمالها مساء اليوم . ولكن الدبلوماسيين يتوقعون ان تكون المسالة التركية حاضرة من جديد من خلال مطالبة بعض الدول بشكل علني بضرورة إرساء إلية متشددة جديدة في التعامل مع كافة الراغبين في الانضمام للاتحاد وفرض معايير وضوابط أكثر صرامة. وأعلنت مصادر القمة ان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير قرر التوجه مباشرة بعد اختتام الاجتماعات الأوروبية الى أنقرة لشرح التوجهات الأوروبية الجديدة للقادة الأتراك وطمأنتهم بشان مستقبل التعامل معهم . // يتبع // 1935 ت م