أكدت الصحف المصرية اليوم أن خروج عشرات الآلاف من اللبنانيين أمس لتشييع جثمان وزير الصناعة والنائب في البرلمان اللبناني بيير الجميل دلالة ورسالة على أن لبنان لا يستحق ماحدث ومحذرة من أن تتحول هذه الجموع الحاشدة الى وقود النار التي يلوح لظاها في الأفق وذلك إذا ماتم توجيهها وتحريفها مذهبيا وسياسيا. ولفتت الى ان هذه الحشود يمكن ايضا ان تكون دافعا أو حافزا علي عودة اللبنانيين إلي الحوار من جديد وحل كل مشاكلهم وهي كثيرة وخطيرة علي مائدة الحوار والتشاور وليس من خلال الشارع والمظاهرات التي لا يعلم إلا الله عواقبها. ورأت أن وفاة الجميل برغم أنها خسارة كبيرة لأسرته ولوطنه لبنان فإنها يمكن أن تكون فرصة لأن تقتنع الأطراف المتنازعة بأن استمرار هذا النزاع من شأنه أن يودي بحياة خيرة أفراد الطبقة السياسية والثقافية والإعلامية اللبنانية. ولفتت الى أهمية الجهود العربية خاصة من مصر والمملكة العربية السعودية لاقناع الفرقاء بالعودة إلي الحوار ونبذ مسألة الخروج إلي الشارع والتخلي عن مسألة التخوين والاتهام بالعمالة لهذه الدولة أو تلك. وقالت ان علي اللبنانيين إدراك أن أحدا غيرهم لن يحل مشاكلهم وأن عليهم العيش معا في هذه البقعة من العالم وبالتالي فإن روح الوفاق والعيش المشترك يجب أن تسود وهم أيضا أكثر الناس معرفة بالنتائج الوخيمة التي سببتها عقلية الاستئثار والحصول علي كل شيء وعدم التنازل. وتابعت تقول ان القوي الإقليمية والدولية مطالبة هي الأخري بأن ترفع وصايتها عن لبنان وأن تحاول مساعدة اللبنانيين جميعا وليس طرفا علي حساب آخر لأن انفلات الأمور وانزلاقها سيضر بالجميع داخل وخارج لبنان. في الوقت نفسه قالت الصحف ان الملف اللبناني قفز على الساحة الاقليمية والدولية بعد تجدد مسلسل الاغتيالات غامضة المنبع واضحة المصب ضد شخصيات لبنانية منتقاة باصرار وترصد لاحراز الهدف المقصود وهو اشعال الجبهة اللبنانية وادخال اطراف عربية اخرى الى دائرة الاتهام والمحاسبة. وأكدت أن الذين صعدوا هذا الملف الغامض هم أصحاب المصلحة في ابعاد الملفات الأخرى عن دائرة المراقبة والتقييم والتصرف. // انتهى // 1118 ت م