قالت الصحف المصرية الصادرة اليوم ما زالت رحي الحروب الدائرة في العراق تنهش هذا البلد العربي الكبير سواء كانت حروبا في مواجهة الاحتلال أو حروبا طائفية وعرقية وهي تدخله أكثر فأكثر في النفق المظلم الذي يتخبط فيه منذ الاحتلال الأمريكي البريطاني له مشيرة الى الاهداف السياسية والاقتصادية والعسكرية الخاصة للولايات المتحدة من غزوها واحتلالها للعراق وأنها لم تستمع لكل نداءات زعماء المنطقة بشأن خطورة الإقدام علي احتلال العراق وتدمير دولته وها هو الرئيس الأمريكي يقر أخيرا بأن الوضع في العراق مشابه للوضع في فيتنام. واضافت قائلة ان الأسوأ من هذا التشابه هو أن فيتنام استعادت وحدتها بعد إنهاء الاحتلال الأمريكي لجنوبها بينما أصبح العراق الذي كان موحدا قبل الاحتلال مرتعا لكل أعدائه بما فيهم اعداء الولاياتالمتحدة مثل إيران التي تعبث بكل الطرق في العراق من أجل إشعال الاضطراب الطائفي فيه كما أصبح العراق عرضة للتقسيم الذي إذا حدث لا قدر الله فإنه يمكن أن ينهي أي احتمالات لاستعادة قوة العراق وينهي في الوقت نفسه التوازنات الجيواستراتيجية في المنطقة. ومضت الصحف تقول إذا كانت ملامح كارثة الغزو والاحتلال التي كانت واضحة لدول المنطقة منذ البداية قد أصبحت واضحة للإدارة الأمريكية فإن المخرج من هذا المأزق يكمن في وضع جدول زمني لانسحاب أمريكي سريع من العراق مع إعطاء الأممالمتحدة والجامعة العربية دورا مهما في إعادة بناء العراق ووضع دستوره وإجراء انتخابات ديمقراطية تشارك فيها كل القوي السياسية. وحول الشأن الفلسطينى لفتت الصحف المصرية الى ان هناك قوي خفية لا تريد الخير للفلسطينيين فبعد ساعات من الاتفاق الذي توصلت إليه أمس حركتا حماس وفتح برعاية الوفد الأمني المصري تعرض موكب رئيس الوزراء إسماعيل هنية لاطلاق نار في وسط غزة لتزيد الأمور احتقانا بعد أن اعتقد كثيرون أنها في طريقها للهدوء. ورأت ان الاتفاق يمثل خطوة إيجابية يمكن للجانبين البناء عليها شريطة أن تصدق النوايا وأن تكون المصلحة الوطنية وحدها هي الدافع والهدف والأمل لكن الكلمة السحرية التي ستكون جواز المرور لنجاح هذا الاتفاق هي الالتزام بمعني أن ينفذ الجانبان ماتم التوصل إليه وألا يكون الاتفاق قد جاء نتيجة لابراء الذمة فقط, والاعلان أمام الشعب الفلسطيني أن حماس وفتح تبذلان كل مابوسعهما لتسوية خلافاتهما. واكدت الصحف ان أحد أهم بنود الاتفاق هو إنهاء كافة المظاهر المسلحة والتوتر بما في ذلك تراشق الاتهامات والسجال علي المستوي الاعلامي الأمر الذي يعني اذا صحت النوايا نهاية الاقتتال بين مسلحي فتح وحماس والبدء في معالجة القضايا الاكثر الحاحا أمام الشعب الفلسطيني مشددة على ان حادث موكب هنية يشير إلي أن هناك أطرافا داخل حماس وفتح تعمل علي تخريب أي اتفاق قبل ان يجف حبره وذلك من أجل استمرار الأمور كما هي الآن حيث تبدو هذه الأطراف مستفيدة من ذلك. وقالت الصحف ان أحدا لن يختلف علي ان نضال الشعب الفلسطيني تأثر سلبا وبشدة بسبب الخلافات التي تفجرت بين حماس وفتح عقب فوز حماس بالانتخابات البرلمانية قبل شهور وتشكيلها للحكومة وقد حان الوقت لادراك أن من الضروري وضع نهاية لهذه الخلافات والبدء في التعامل مع القضايا الجوهرية التي تمس الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها الوضع الاقتصادي المتردي ومسألة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وكيفية وضع استراتيجية موحدة للتعامل مع المحتل الاسرائيلي. واكدت ان وساطة الوفد الامنى المصرى نجح في التوصل الى اتفاق بين مسئولين من حركتى حماس وفتح لانهاء العنف ووقف التوترات بين الجانبين حقنا للدماء الفلسطينية وحفاظا على وحدة الصف وسعيا لتوحيد الكلمة لافته الى ان تنفيذ هذا الاتفاق دعم لمسيرة النضال الفلسطينى من اجل استعادة الارض والحقوق وتفويت الفرصة على اسرائيل التى تدعى عدم وجود مفاوض فلسطينى. // انتهى // 1127 ت م