قالت الصحف المصرية الصادرة اليوم أن الجدل بشأن الاتفاقية الأمنية طويلة الأمد المزمع توقيعها بين العراق والولايات المتحدةالأمريكية في يوليو القادم هو الطاغي حاليا على الساحة العراقية مشيرة الى أن الاتفاقية التي سيتم توقيعها ستصبح نافذة في مطلع العام المقبل ومن الواضح حتى الآن أن هناك إجماعاً وطنياً عراقياً على عدم القبول بمسودة الاتفاقية لأنها تمس ثوابت سيادة العراق واستقلاله السياسي. واضافت قائلة إن معظم أعضاء البرلمان العراقي كتبوا إلي الكونجرس يرفضون إبرام اتفاق أمني طويل الأمد مع واشنطن إذا لم يكن مرتبطا بشرط رحيل القوات الأمريكية تماماً من العراق وإزاء هذا الرفض من قبل عدد من الكتل السياسية في العراق قدم الأمريكيون مسودة جديدة للاتفاقية خفضوا خلالها سقف مطالبهم مع ما يتجاوب مع المطالب العراقية وتتضمن تسليم أي عراقي تعتقله القوات الأمريكية إلي القضاء العراقي وعدم توفير أي حصانة للشركات الأمنية والحمايات علي أن يتم الاتفاق لاحقاً بخصوص الحصانة الخاصة بالقوات الأمريكية. ومضت قائلة إن المسودة الجديدة تتضمن عدم تحريك أي وحدات عسكرية أمريكية إلا بعد الموافقة العراقية وكذلك عدم استخدام أي موقع بحري أو جوي أو أرضي لمهاجمة دول الجوار لكن التعديل الجديد لم يتعرض إطلاقا للبند الذي يسمح لواشنطن بالاحتفاظ بخمسين قاعدة عسكرية تضع بها أكثر من50 ألف جندي أمريكي لأجل غير محدد متسائلة بالقول هل سيقبل الشعب العراقي بذلك. وأجابت الصحف المصرية قائلة أننا ندرك جيداً مدى الضغوط التي تمارسها حكومة بوش علي الحكومة العراقية لابرام هذه الاتفاقية حتي يتسني لها إعلان نصر عسكري والادعاء بأن بوش كان محقا في غزو العراق معربة عن ثقتها في أن العراقيين لن يسمحوا باستمرار الاحتلال الأمريكي مهما كانت التضحيات. وجددت الصحف المصرية تأكيدها على أهمية الدور المصري في تحمل قضايا الامة العربية وأنها لاتدخر جهدا في توحيد الكلمة من المحيط الى الخليج وفي مقدمة هذه القضايا القضية الفلسطينية. ورأت ان القمة التي عقدها الرئيس المصري حسني مبارك بالقاهرة أمس الأول مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس يأتي ضمن جهود رأب الصدع التي تقوم بها مصر حاليا على الساحة الفلسطينية والعمل من أجل تقريب وجهات النظر وتوحيد الكلمة والتهدئة في قطاع غزة خصوصا. وحذرت الصحف المصرية من خطورة مايمكن أن تقدم اليه إسرائيل في غزو جديد لقطاع غزة الفلسطيني خاصة مع تقلص فرص السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي قبل نهاية ولاية الرئيس الأمريكي الحالي جورج بوش بسبب ماوصفته بعدم جدية إسرائيل وأمريكا في تحقيق تسوية في الملف الفلسطيني. ورأت إن إسرائيل باتت مستعدة لشن عملية عسكرية واسعة النطاق في غزة رغم كافة الجهود التي تبذل من أجل تحقيق التهدئة واطلاق عملية مصالحة فلسطينية داخلية بين حماس وفتح مشيرةً الى أن أجواء اسرائيل الحالية تؤكد أنه لامجال لتحقيق تقدم مهم في العملية السلمية وأن الاسرائيليين لايأخذون تصريحات الرئيس الأمريكي بالجدية المطلوبة وأنهم ماضون في فعل مايريدون لا مايريد غيرهم. //انتهى// 0915 ت م